اعتبر أحمد عصيد، الناشط الحقوقي والجمعوي، أن السياسة اللغوية للدولة المغربية "غامضة ومرتبكة"، مشيرا إلى الدولة لا تريد حسم هذا الملف عبر التدبير العقلاني للتنوع اللغوي بالبلد، لافتا إلى أن الدارجة تتجه إلى أن تكون لغة وسطى للمغرب، منذ الاستقلال إلى الآن. وقال عصيد خلال استضافته في برنامج "مباشرة معكم" على القناة الثانية، مساء اليوم الأربعاء، إن اللغة الأم هي التي تمارس داخل الأسرة، ويجب أن يجدها الطفل في المدرسة حتى لا يقع تصادم ينفره من الدراسة، ولذلك دعت اليونيسكو إلى استقبال الطفل في المدرسة بلغته الأم، واللغة الأم تنطبق في المغرب على لهجات العربية والأمازيغية، مردفا بالقول: "وهناك العائلات الفرنكفونية بالمغرب التي تجعل الفرنسية هي اللغة الأم لأبنائها". وأضاف المتحدث أن "الدارجة هي مزيج بين لغتين، هي الأمازيغية التي يتحدث بها المغاربة منذ ما قبل الإسلام، وبين العربية التي دخلت مع الإسلام، وهو ما ولد لغة ثالثة، لافتا إلى أن الدارجة تستعملها الأم في تربية أبنائها، وتُستعمل في الشارع وفي الإبداعات الفنية، وهي لغة التدريس التي يستعملها المدرسين لتقريب المعطيات للتلاميذ، وهذا هو الواقع". عصيد أشار إلى أن الاعتقاد بوجود لغة سحرية يمكن بها فعل كل شيء، أمر غير ممكن، مشددا على أنه "لا يمكن بالعربية أن تقوم بتوعية الناس في أعالي الجبال، أو صناعة الصواريخ ومختبرات الفيزياء النووية باللغة الأمازيغية"، داعيا إلى تأهيل اللغات الرسمية للقيام بوظائفها. وتابع قوله: "تعريب التعليم تم القيام به دون تأهيل العربية، لذلك نرى وزير التعليم يعود لإدخال الفرنسية في الثانوي، ولهذا تم توقيف التعريب في المستوى الجامعية، لأن الجامعة هي مجال للبحث العلمي، ولا يمكن البحث بلغة لم تؤهل بعد في المجال العلمي من أجل تقوم بدورها في الفيزياء والعلوم". واعتبر أنه "كان يجب أن يتم القيام بعمل جبار في تأهيل اللغة العربية أثناء تعريب التعليم، حتى يكون لنا معاجيم في الطب والفيزياء وغيرها"، داعيا في هذا الإطار، إلى الارتقاء باللغتين الرسميتين للبلد للقيام بوظائفهما في الأوساط الرسمية. يُشار إلى أن برنامج "مباشرة معكم" لمقدمه الزميل جامع كولحسن، استضاف في حلقة اليوم التي خصصت لموضوع "اللغة الأم" بمناسبة يومها العالمي، كل من فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، وأستاذ اللسانيات بجامعة محمد الخامس بالرباط سعيد بنيس، وإدريس المساوي عضو جمعية تنمية الدارجة، إضافة إلى أحمد عصيد.