احتج ليلة أمس السبت العشرات من خريجي البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار"، أمام الدائرة الأمنية المتواجدة بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، للمطالبة باسترجاع ممتلكاتهم التي تم حجزها قبل أسبوع في فض اعتصامهم قرب بنك المغرب بالساحة التاريخية. وحالت قوات الأمن أمس السبت دون عودة الأطر المطالبة بالإدماج المباشر في الوظيفة العمومية إلى الاعتصام من جديد بمدخل زنقة بني مرين، بعدما عمدت إلى تطويق المكان ووضع سياج، كما سجلت محاولة المحتجين للعودة للمعتصم تسجيل تدخل بالقوة من طرف عناصر مكافحة الشغب. في السياق ذاته، ألغى المحتجون المسيرة التي كان مسطرا أن تنطلق من ساحة جامع الفنا نحو قصر المؤتمرات الذي يحتضن المهرجان الدولي للفيلم، مبررين ذلك بوجود "ظروف خاصة"، رافضين الكشف عن السبب بشكل واضح. ويعتزم خريجو المشروع الحكومي المذكور للاعتصام من جديد بساحة جامع الفنا، مع الإضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة، قبل تنظيم وقفة وسط الأسبوع أمام ولاية جهة مراكشآسفي، ثم تنظيم مسيرة على الأقدام من المدينة الحمراء نحو مدينة الدارالبيضاء. وكانت رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بمنطقة جامع الفنا ومحيطها،قدمت شكاية لولاية جهة مراكشآسفي، حصلت جريدة "العمق" على نسخة منها، تطالبها بفض الاعتصام المذكور، وشددت على أن الاعتصام المقام منذ حوالي شهر، بالمدخل الرئيسي لزنقة بني مرين (قرب بنك المغرب بساحة جامع الفنا)، "بات يشكل أضرارا محتدا ومستفحلا وبليغا بمجموع منتسبي ساحة جامع الفنا والفضاءات المحيطة بها"، وفق تعبير الشكاية. وتابعت "فرغم فتحنا لبعض النقاشات الجانبية والتي اتسمت بهدوئها وحضاريتها مع هذه الفئة في شأن تفهمها وتقبلها لما يشكل اعتصامهم المفتوح والمرافق لكل مظاهر البهرجة عبر مكبر الصوت للفت الأنظار، والاستهتار واللامسؤولية ومسهم وتشويههم الخطير بالمنظر العام لساحة تاريخية وسياحية بامتياز تعتبر القلب النابض للمدينة الحمراء، وما أثير من جانبنا من عرقلتهم الواضحة والجلية للسير العادي لساحة جامع الفنا، أو بإغلاقهم الكلي والممنهج لزنقة بني مرين، والأدهى من ذلك التأثير السلبي المتنامي والمتصاعد والمتفاقم الخطير على مجموع النشاط والرواج التجاري والمهني لكافة المنتسبين الذين يعانون الأمرين من خلال هذا الواقع الجديد والشاذ الذي فرض عليهم". وعاش الاعتصام الذي عاش بسلام لأسابيع رغم تزامنه مع احتضان مدينة مراكش للمؤتمر العالمي للمناخ، ليلة سوداء في الأسبوع قبل الماضي، بعدما داهمت قوات الأمن المعتصمين وفرقتهم بالقوة، مخلفة إصابة العشرات منهم، من بينهم حالة حسنا الزرقي التي تعد خطيرة، بعد فقدانها القدرة على النطق وتحريك اليدين، وكذا نقص حاد في البصر، جراء إصابتها بكسر خطير على مستوى الجمجمة.