كشف رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن محددات نظرية تطور الإصلاح السياسي بالمغرب، مشيرا أن ذلك ينحصر في ثلاث عناصر أساسية وهي التموج والتراكمية والتدرج. وأوضح العثماني في كلمة له على هامش المنتدى السياسي الثالث لشبيبة البيجيدي بمدينة سلا، أن السمة البارزة لتطور الإصلاح السياسي بالمغرب هي التموّج في الانتقال الديمقراطي. وأشار أن هذا التموج سببه صراع بين قوى مختلفة الآراء والنظرة للمجتمع والمصلحة، غير أن ما يوحدها هو مقاومة الإصلاح لأنها ترى في الديمقراطية استهدافا لمصالحها التي اكتسبتها في الوضع الحالي. وأبرز أن المحدد الثاني في مسار الإصلاح هو الفعل التراكمي في تحقيق الانتقال الديمقراطي، مشيرا أن مسار الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بتراكم زمني وسياسي كبير. وأضاف أن القوى الإصلاحية بالمغرب يجب أن تتحلى بكثير من التواضع ولا تدخل في صراعات مجانية، مؤكدا أن ما يعيشه المغرب اليوم هو نتاج تراكم فعل المغاربة على مدى قرن من الزمن. وأكد أن المغرب على مر جميع أجياله عرف تيارات إصلاحية كانت تهدف إلى تطوير المغرب، داعيا الجميع إلى التعامل مع اللحظة التي يعيشها المغرب بهدوء، مؤكدا أن المغرب لا يعرف الآن أزمة سياسية. وأوضح أن المسار الثالث الذي يسم التطور السياسي بالمغرب هو التدرج، مشيرا أنه لا يمكن تحقيق الإصلاح إلا عبر التدرج في المطالبة بالإصلاح، وأن توجه حزب العدالة والتنمية يقوم على التدرج في الإصلاح. وشدد على الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بمعرفة الأداة التي يمكن استعمالها في تحقيق الإصلاح، وكذا معرفة المنهج الذي يمكن استغلاله في تحقيق الهدف المذكور، مشيرا أن الحركات الإسلامية الأخرى التي فشلت في تحقيق الإصلاح هو عدم معرفتها للمنهجية التي من شأنها أن تكون السبيل الناجع لتحقيق الإصلاح.