وضع وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، حدا لادعاءات الإعلام الجزائري، الذي أكد أن المغرب سيغيب عن الدورة ال14 لندوة وزراء خارجية الحوار 5+5 التي انطلقت بالجزائر، اليوم الأحد، حيث حضر بوريطة والوفد المرافق له صباح اليوم لأشغال الدورة، وظهر في صورة ممسكا بيد وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل. وزعمت مواقع جزائرية أنّ الوفد المغربي وصل إلى الجزائر العاصمة عصر أمس السبت، لكن من دون تواجد الوزير بوريطة، وسيتولى إطار من وزارة الخارجية المغربية تمثيل الرباط في مركز المؤتمرات الدولي "عبد اللطيف رحّال" بالجزائر العاصمة. وذهبت المصادر ذاتها، إلى القول أنّ قائد الدبلوماسية المغربية قرّر مقاطعة الاجتماع المذكور، لأسباب غير معروفة، قبل أن تربطها بتصريحات الوزير الأول "أحمد أويحيى" مجددا، حين أشار في لقاء صحفي صباح السبت إلى استمرار معاناة الجزائر من "إغراقها بالحشيش المغربي". وفند ناصر بوريطة مزاعم الإعلام الجزائري، حيث ظهر في صورة جمعته بوزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، وهما يهمان بالدخول إلى مركز المؤتمر الدولي الذي يحتضن أشغال ندوة "الحوار 5+5" في صورة تحمل عددا من الدلالات من الجانب المغربي. وتعتبر زيارة بوريطة للجزائر الأولى من نوعها، بصفته وزيراً للشؤون الخارجية والتعاون المغربي، بعدما زارها في وقت سابق كوزير مفوض للشؤون الخارجية، في عهد حكومة عبد الإله ابن كيران. كما تأتي هذه الزيارات أياما بعد اتهام أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري المغرب بإغراق بلده بالحشيش والكوكايين، وقبلها بشهور، الاتهامات التي أطلقها عبد القادر مساهل ضد المغرب بتبييض أموال المخدرات عبر الاستثمار في أفريقيا، واتهامه لشركة "لارام" بأنها لا تنقل فقط الأشخاص بل المخدرات أيضا. ويتمحور المؤتمر الذي ترأسه مناصفة كل من وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، ونظيره الفرنسي جون إيف لودريان، حول مسائل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز التعاون في مجال الأمن لمواجهة الأزمات الإقليمية، لا سيما في ليبيا ومنطقة الساحل. ووفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، يشارك في الندوة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط والمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ومفاوضات التوسع. وأوضح البيان أن الجزائر التي تحتضن للمرة الثانية اجتماع وزراء خارجية الحوار 5+5 بعد اجتماع وهران، في 2005 «سترافع كالعادة في إطار سياسة المتوسط لصالح إرساء فضاء أورو-متوسطي للسلام والاستقرار والرفاه المشترك». كما سيشكل الاجتماع «فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية لاسيما تلك المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف والهجرة» وسيتوج ببيان الجزائر الوزاري 5+5، يضيف بلاغ الخارجية الجزائرية. وتعتبر مجموعة حوار 5+5 التي تضم دول غرب المتوسط، أقدم إطار في حوض المتوسط حيث تأسس سنة 1990 عقب اجتماع لوزراء الخارجية في روما (إيطاليا) بهدف إقامة مسار تعاون إقليمي في غرب المتوسط.