احتشد الآلاف من ساكنة مدينة جرادة، في مسيرة غاضبة جابت شوارع المدينة، مساء اليوم الجمعة، احتجاجا على "الظروف المزرية" التي يعيشونها، وذلك وسط إضراب عام شلَّ الحياة بمدينة الفحم الحجري، في شكل احتجاجي تصعيدي ضمن البرنامج المسطر من طرف نشطاء "حراك جرادة" لليوم الثامن والعشرين منذ الحادث الذي ذهب ضحيته شقيقان داخل بئر للفحم الحجري، شهر دجنبر الماضي بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم "الساندريات". المتظاهرون رفعوا شعارات قوية أمام مقر العمالة، احتجاجا على استمرار الوفايات داخل آبار "السندريلات" وتجاهل السلطات لمطالب السكان من أجل إيجاد حل لمعاناتهم، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تهميش وإقصاء المدينة، وفق تعبيرهم، حاملين لافتات كتبت عليها عبارات غاضبة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة. مصدر محلي كشف لجريدة "العمق"، أن الإضراب العام الذي دعت إليه لجنة الحراك اليوم الجمعة، وصلت نسبة نجاحه إلى 99 في المائة، مشيرا إلى أن مختلف القطاعات عرفت شللا تاما بعد إغلاق جميع المحلات التجارية والمقاهي والصيدليات والأسواق وتوقف وسائل النقل، لافتا إلى أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من الاحتقان والتوتر بين الساكنة والسلطات. يأتي ذلك تزامنا مع مع الزيارة التي يقوم بها عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى مدينة جرادة، ابتداءً من اليوم الجمعة، حيث عقد الوزير المذكور عدة لقاءات مع المسؤولين المحليين، على رأسهم والي الجهة بمقر عمالة جرادة، في حين تحدثت مصادر عن وجود اتصالات لعقد لقاء بين قياداة بحراك جرادة وأخنوش خلال الساعات المقبلة. وكان شقيقان يبلغان من العمر 23 و30 عاما، قد لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة، الجمعة 22 دحنبر المنصرم، بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم "الساندريات" أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري، وهو ما جعل الآلاف يخرجون في مسيرات حاشدة وينخرطون في إضرابات استمرت لأيام.