لم تكن اللحظة التي جمعتني بالبطل العالمي في الرياضات القتالية، ومنها الكيك بوكسينغ، بدر هاري، لحظة عادية عندما توقفت بمحطة استراحة على مشارف القنيطرة، على الطريق السريع الرابط بين طنجةوالرباط، حيث وجدت بطلنا يعبئ سيارته بالوقود. لا أنانية ولا كبرياء ولا غرور.. !؟ بطل في قمة التواضع والأخلاق، فلولا إلحاحي عليه بأن يطلع على بطاقتي المهنية ما فعل، إنه واتق من نفسه، ومما تقبض عليه يداه من قوة حديدية، ورجلاه من ركلات فولاذية.. ومع ذلك صافحني بليونة ولُطف، حتى أنني أحسست ويدي في يده، بعطف إنساني وإحساس أخلاقي لا خشونة فيه ولا أنانية. وبينما بطلنا استمر يسألني، ونحن في السيارة، أسئلة دقيقة في مواضيع شتى تدور حول الذات والمهنة والمجتمع والاقتصاد..، فكنت أنا أسأل نفسي وأجيبها: كم من مظلوم بريء متهم بالباطل في هذه الدنيا..؟ لكن الأيام ستنصفه، وأن الزمن كفيل بإظهار الحقيقة.. ! فكم من دعاية كاذبة ضربت الأبرياء بقوة.. ؟ لكني، وأنا أجلس إلى بطلنا هاري، أدركت أن لبطلنا من القوة النفسية والعضلية ما يجعلانه يرد الضربات، ويتحمل الصدمات، لامتلاكه لسر واحد، أحسست به وأنا أودع بطلنا، أنه مغربي أصيل، إنساني يؤمن بالله. ودعت بطلنا وسط زحمة العاصمة الرباط، على أمل اللقاء به مجددا لإجراء لقاءات صحفية يتعرف من خلالها الرأي العام الوطني والدولي عن جوانب إنسانية عميقة في حياته، تلك الجوانب التي كانت وراء انتصاراته الكثيرة فوق الحلبات العالمية، والتي تحاول بعض طفيليات الحقد والحسد السلبية النمو حولها بنشرها فتن الكذب وإغراء الدعاية، لكن قوة بطلنا كانت دوما لها بالمرصاد تسحقها فتفنيها.