شبكات مافيا منظمة متخصصة في استغلال رمال شواطئ عدد من المدن المغربية، تشتغل كالنمل وتلقى دعما ومساعدة من السلطات، وهو ما حاولت صحيفة "لوموند" الفرنسية تسليط الضوء عليه من خلال مقال مطول، نُشر على موقعها الجمعة الماضي، بعنوان "تجارة الرمال تستنزف شواطئ المغرب". وتقول "لوموند"، "كريم في الحادية عشرة من عمره ويتظاهر على أنه لا يشعر بأي شيء، لا وزن الأحمال التي تثقل جسده الضعيف، لا الشمس التي تحرق جلده، ستة أيام في الأسبوع يقصد هذا الطفل شاطئ البحر على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة العرائش، حيث يبدو أن الشاطئ قد اختفى فلم يعد هناك أي أثر لأي حبة رمل". "كريم على غرار العشرات من الأطفال يجب عليه أن يقصد بشكل يومي البحر ومعه مجرفته في يده وحماره من أجل جمع الرمال الرطبة، حيث يشتغل ثماني ساعات ذهابا وإيابا كل يوم"، تضيف الصحيفة، التي تؤكد أنه "على طول الساحل المغربي تزدهر تجارة الرمال حيث تجند المافيا مئات الأطفال من أجل استغلالهم في نقل الرمال". ويقول أحد العارفين في هذا المجال، إن هذه الشبكات الغير القانونية "تشتغل كالنمل في قنوات منظمة ولها وسائل كبيرة وتتلقى دعما من السلطات لاستنزاف الشواطئ"، وتضيف الصحيفة الفرنسية، أن "الرشوة والنفوذ توفر الغطاء لهذه المافيات التي يتزايد جشعها مع تزايد الحاجة للرمال المستعملة في المشاريع الكبرى ومواد البناء". وبحسب سكان المناطق المحيطة بالشواطئ، فحركة المرور لا تتوقف أبدا، والمشاهد المشبوهة لأصحاب الحمير الذين يستفيدون من الأرباح الأولى من نهب الرمال، ويبيعون كل متر مكعب لموردي مواد البناء ب100 درهم، والطفل كريم يحصل خلال هذه العملية على 40 درهما في اليوم فقط. في جميع أنحاء البلاد، أطنان من الرمال تحملها شاحنات وتسافر بها لتلبية الحاجيات المتزايدة والتي لا تنتهي للمنعشين العقاريين، تقول "لوموند"، مضيفة أنه بما أن ثلثي الرمال والحصى وثلث من الاسمنت مطلوبة لإنتاج الخرسانة، فقد أصبحت هذه الحبيبات الرملية ثاني أكثر الموارد الطبيعية استهلاكا على كوكب الأرض، بعد الماء والنفط.