أصيب العشرات من التلاميذ بعدد من المدارس الابتدائية بجماعة "تنزولين"، ضواحي إقليم زاكورة، بداء "الليشمانيوز" الجلدي حيث بدأت تظهر عليهم أعراض المرض بعد العطلة المدرسية الأخيرة. وقال أستاذ بفرعية "الحدان" بجماعة تنزولين، إن الوباء انتشر بشكل كبير بعد العطلة الأخيرة بين التلاميذ، حيث بلغ عدد المصابين فقط في الفرعية التي يدرس بها أزيد من 30 تلميذا. وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة "العمق"، أن تلاميذ بفرعيات مدرسية أخرى أصيبوا بداء "الليشمانيا"، مشيرا إلى أنه ورغم انتشار المرض بهذه السرعة لا تزال المصالح الطبية لم تتدخل من أجل زيارة هذه المدارس وتقديم العلاج للتلاميذ. وأوضح، أن هناك من عائلات التلاميذ من أصيبوا أيضا بالوباء، موضحا أنه شخصيا سلم ورقة زيارة الطبيبة ل 15 تلميذا بالقسم الذي يدرسه من أجل التنقل إلى المستوصف الصحي لتلقي العلاجات اللازمة. وأكد الأستاذ في السياق ذاته، أن الأدوية المضادة لهذا الداء نفذت بالمستوصف وأصبح لزاما على التلاميذ وذويهم أن يقصدوا المستشفى الإقليمي بزاكورة، من أجل تلقي العلاجات الضرورية. من جهته، أوضح المندوب الإقليمي لوزارة الصحة أن عدد المصابين لا يدعو للقلق وأن طاقما طبيا يقوم بزيارة للمنطقة من أجل الكشف على المصابين وتحديد ما إذا كانت الأعراض الظاهرة عليهم هي نفسها أعراض داء الليشمانيوز. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الطاقم الطبي سيقوم بالكشف على المصابين بالداء ومدهم بالأدوية الضرورية للعلاج، مع العمل على تتبع حالاتهم، مضيفا أن هناك أمراض جلدية عادية تشبه الليشمانيا ولا تدعو للقلق. ويعرف الأطباء الأخصائيون مرض "الليشمانيا" بأنه مرض جلدي طفيلي، ناتج عن طفيلي وحيد الخلية اسمه "داء الليشمانيات الجلدي"، يصيب أساسا الحيوانات، إلا أن العدوى به تنتقل إلى الإنسان، بسبب الصعوبات التي تواجه الجماعات المحلية في محاربة انتشار الأوساخ والقاذورات، وعدم قدرة وزارة الفلاحة، على مقاومة الفأر الغابوي، الذي يعتبر خزانا له، ومصالح أخرى مختصة في محاربة "ذبابة الرمل". وكانت فعاليات جمعوية وحقوقية بزاكورة، قد حذرت من تفشي هذا الوباء، خصوصا مع نذرة المياه التي يعاني منها الإقليم وما ينتج عنه من انعدام النظافة أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي لانتشار المرض، داعين وزارة الصحة إلى التدخل العاجل من أجل الحد من المرض.