تتوقف عقارب الساعة وتخلو الشوارع من المارة، بعد غد السبت، ليحجز عشاق الساحرة المستديرة مقاعدهم إما مباشرة على مدرجات ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، أو أمام شاشات التلفزة لمتابعة أطوار المباراة النهائية لنيل لقب كأس العرش لموسم 2016-2017 في كرة القدم، التي ستجمع في مواجهة مفتوحة وغاية في التشويق والإثارة، بين فريقي الرجاء البيضاوي (سبعة ألقاب)، والدفاع الحسني الجديدي، وصيف بطل المغرب، والتواق لإهداء جمهوره العريض ثاني ألقابه. ويكتسي هذا العرس الرياضي الكبير، الذي سينطلق على الساعة الرابعة عصرا، أهمية بالغة بالنسبة للفريقين المتباريين، أولا لتزامنه مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد الاستقلال المجيد، وثانيا للحمولة التاريخية لهذه الكأس الفضية الغالية، وثالثا لتزامنها مع الانتعاشة الكبيرة للكرة الوطنية على الصعيدين القاري والعالمي بالتأهل المستحق لأسود الأطلس إلى مونديال روسيا، وتتويج فريق الوداد البيضاوي باللقب القاري الأغلى. كما تكمن أهمية اللقاء في القيمة الرياضية لطرفيه العريقين اللذين يجران خلفهما تاريخا حافلا بالبطولات والألقاب الوطنية والقارية ويتوفران على قاعدتين جماهيريتين عريضتين ليس في الدارالبيضاء والجديدة فحسب وإنما في مختلف ربوع المملكة. وتأتي هذه المباراة أيضا في وقت يمر فيه الفريقان البيضاوي والدكالي، اللذان سبق لكل منهما أن عاش اللحظة التاريخية وحظي بشرف لعب المباراة النهائية أكثر من مرة، بفترة تعتبر من أزهى فترات مشوارهما الرياضي الشيء الذي سيجعلهما يرفعان شعار "التتويج" كعنوان لمرحلة بأكملها، بما يعد بنهاية جديرة بالمتابعة ومفتوحة على جميع الاحتمالات. ويعلق الفريق البيضاوي آمالا عريضة على هذه النهاية، وهي الثانية عشرة في مشواره الرياضي والتي سبق له أن أحرز لقبها 7 مرات (1974- 1977- 1982- 1996- 2002- 2005- 2012)، في الوقت الذي سيخوض فيه الفريق الدكالي النهاية الرابعة في تاريخه، علما بأنه نال لقبها مرة واحدة سنة 2013 على حساب خصمه، يوم السبت المقبل، الرجاء البيضاوي. ومن المنتظر أن تستقطب هذه النهاية "الحلم" عددا كبيرا من أنصار ومحبي الفريقين المتعطشين لمعاينة موعد كروي غني تجتمع فيه عناصر الفرجة، خاصة أمام مجموعتين تضمان خيرة اللاعبين على الساحة الوطنية والذين سيعملون على استغلال المناسبة الحدث وتجسيد حلم طالما راود جميع اللاعبين والأندية والحكام، للتأكيد على أحقيتهم في حمل قميص أحد الفريقين العريقين وإغناء سجله بلقب ثمين وجديد. ومما يزيد من قوة المواجهة أنها تجمع بين فريقين لهما، كما هو حال باقي الأندية المغربية، قصة عشق لكأس هذه المسابقة ويمنيان النفس بنيلها ومعانقة لقبها، إلى جانب أنها تأتي والفريقان يعيشان إحدى أزهى فترات تاريخهما تحت إشراف مدربين مشهود لهما بالحنكة والكفاءة بدليل المستوى الأكثر من رائع الذي ظهرا به حتى الآن بقيادة الإسباني خوان كارلوس غاريدو للفريق البيضاوي والذي نجح في خلق مجموعة متماسكة ومتجانسة ووضعها على الطريق الصحيح وقيادتها إلى المركز الثاني في ترتيب البطولة الاحترافية (11 نقطة من 3 انتصارات وتعادلين). وبالمقابل، أعاد الإطار الوطني عبد الرحيم طالب الدفء إلى الفريق الجديدي وحقق نتائج جد سارة مكنته من احتلال المركز الثاني رفقة الرجاء ب 11 نقطة من ثلاثة انتصارت وتعادلين مع ثلاث مباريات مؤجلة. ويتوفر الفريقان البيضاوي والجديدي على تشكيلتين قادرتين على إخراج هذا العرس الكروي الوطني في أبهى حلة، بفضل تماسك وتناغم خطوطهما وسعيهما دوما للفوز وتقديم الأفضل مع تواجد أسماء فرضت نفسها على الساحة الكروية الوطنية بعطاءاتها التقنية والبدنية وقاعدة جماهيرية عريضة لا تتوانى في دعم ومساندة فريقها المحبوب وترافقه أينما حل وارتحل، مما سيضفي لمسة جمالية على مدرجات المجمع الرياضي بالرباط. كما ستشكل هذه النهاية، وهي الثالثة في تاريخ مواجهات الفريقين في مسابقة كأس العرش بعد الأولى سنة 1977 والثانية في 2013، فرصة للفريق البيضاوي لرد الاعتبار لنفسه ولجمهوره من منافس كان قد حرمه قبل خمس سنوات (نهاية 2013)، من اللقب وهزمه بالرباط بالضربات الترجيحية 5-4. وكالعادة في هذه المسابقة، حيث تنتفي الفوارق وتتساوى الحظوظ، خلفت المراحل الإقصائية مفاجآت من العيار الثقيل، من بينها إقصاء فرق عريقة كالمغرب الفاسي (حامل اللقب)، وفريق أولمبيك آسفي (الوصيف)، إلى جانب خروج فريقي الوداد البيضاوي وأولمبيك خريبكة من المنافسات مبكرا.