تتوقف عقارب الساعة وتخلو الشوارع من مريديها بعد غد الأحد ليحجز عشاق الساحرة المستديرة مقاعدهم إما مباشرة على مدرجات ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أو أمام شاشات التلفزة و ذلك لمتابعة أطوار المباراة النهائية لنيل لقب كأس العرش لموسم 2011-2012 في كرة القدم٬ التي ستجمع في مواجهة مفتوحة وغاية في التشويق والإثارة٬ بين فريقي الجيش الملكي٬ الزعيم الساعي للقب الثاني عشر في مشواره الرياضي (صاحب الرقم القياسي ب11 لقبا)٬ والرجاء البيضاوي (ستة ألقاب)٬ التواق لإهداء جمهوره العريض سابع ألقابه. ويكتسي هذا العرس الرياضي الكبير٬ الذي سينطلق على الساعة الرابعة عصرا٬ أهمية بالغة بالنسبة للفريقين المتباريين٬ أولا لكونه يتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى ال57 لعيد الاستقلال المجيد٬ وثانيا للحمولة التاريخية لهذه الكأس الفضية الغالية٬ إضافة إلى القيمة الرياضية لطرفيه العريقين اللذين يجران من خلفهما تاريخا حافلا بالبطولات والألقاب الوطنية والقارية ويتوفران على قاعدتين جماهيريتين عريضتين ليس في الرباط والدار البيضاء فحسب وإنما في مختلف ربوع المملكة. ويعلق الفريق العسكري آمالا عريضة على هذه النهاية٬ وهي السابعة عشرة (17) في مشواره الرياضي والتي سبق له أن أحرز لقبها 11 مرة سنوات 1959 و1971 و1984 و1985 و1986 و1999 و2003 و2004 و2007 و2008 و2009٬ وفي الوقت الذي سيخوض فيه الفريق البيضاوي النهاية رقم 12 في تاريخه علما بأنه نال لقبها ست مرات سنوات 1974 و1977 و1982 و1996 و2002 و2005. ومن المنتظر أن تستقطب هذه النهاية “الحلم” عددا كبيرا من أنصار ومحبي الفريقين المتعطشين لمعاينة طبق كروي غني يوفر كل أسباب الفرجة٬ خاصة في ظل تواجد مجموعتين متكونتين من خيرة اللاعبين على الساحة الوطنية والذين سيعملون أولا على استغلال المناسبة الحدث وتجسيد حلم طالما راود جميع اللاعبين والأندية والحكام٬ وثانيا للتأكيد على أحقيتهم في حمل قميص أحد الفريقين العريقين والمساهمة في ترصيع خزانته بلقب ثمين وجديد. ومما يزيد من قوة هذه المواجهة٬ كونها تجمع بين فريقين لهما٬ كما هو حال باقي الأندية المغربية٬ قصة عشق هيامي وسرمدي مع كأس هذه المسابقة ويمنيان النفس بالتواجد فيها ونيل ومعانقة لقبها٬ إلى جانب كونها تأتي والفريقان يعيشان إحدى أزهى فترات تاريخهما تحت إشراف إطارين وطنيين مشهود لهما بالحنكة والكفاءة بدليل المستوى الأكثر من رائع الذي ظهرا به حتى الآن بقيادة رشيد الطاوسي الربان الجديد للفريق العسكري والذي نجح في خلق مجموعة متماسكة ومتجانسة ووضعها على الطريق الصحيح وقيادتها إلى صدارة ترتيب البطولة الاحترافية (17 نقطة من 5 انتصارات وتعادلين)٬ في الوقت الذي أعاد فيه امحمد فاخر الدفء إلى البيت الذي نشأ وترعرع فيه وحقق نتائج جد سارة مكنته من احتلال المركز الثاني ب13 نقطة جمعها من أربعة انتصارات متتالية وتعادل وهزيمة. ويتوفر الفريقان العسكري والبيضاوي على تشكيلتين قادرتين على إخراج هذا العرس الكروي الوطني في أبهى حلة٬ وذلك من خلال تماسك وتناغم خطوطهما وسعيهما دوما للفوز وتقديم الأفضل مع تواجد أسماء فرضت نفسها على الساحة الكروية الوطنية بعطاءاتها التقنية والبدنية وقاعدة جماهيرية عريضة لا تتوانى في دعم ومساندة فريقها المحبوب وترافقه أينما حل وارتحل٬ وهو الشيء الذي سيضفي لمسة جمالية على مدرجات المجمع الرياضي بالرباط. كما أن من شأن هذه النهاية٬ وهي الثانية في تاريخ مواجهات الفريقين في مسابقة كأس العرش بعد الأولى سنة 1996٬ أن تشكل فرصة للفريق العسكري لرد الاعتبار لنفسه ولجمهوره من منافس كان قد حرمه قبل 16 سنة (نهاية 1996)٬ من اللقب وهزمه بالمركب الرياضي بفاس بهدف دون رد وقعه القيدوم والعميد عبد اللطيف جريندو في الدقيقة 119 من الشوط الإضافي الثاني. وإذا كان فاخر سيعود ليقود “النسور الخضر” في نهائي جديد في مسيرته الكروية بعدما قاده للقب كلاعب سنتي 1974 و1977 وكمدرب سنة 1996٬ علما بأنه سبق له أن أحرز اللقب مع الجيش الملكي ثلاث مرات (2003 و2004 و2008)٬ فإن طموح الطاوسي٬ الذي يتشرف بالجمع بين مهمتي تدريب الفريق العسكري والمنتخب الوطني المغربي٬ كبير في الظفر بالكأس الغالية للمرة الثانية في مساره الرياضي بعد الأولى مع المغرب الفاسي (2011)٬ علما بأنه خاض مع نفس الفريق نهايتي 2008 و2010 وخسرهما . يذكر أنها المرة الثانية التي يلتقي فيها فاخر والطاوسي في نهاية كأس العرش بعد الأولى سنة 2008 وكانت الغلبة للأول الذي كان حينها يشرف على تدريب فريق الجيش الملكي 1-0 (هدف جواد وادوش)٬ في حين كان الثاني يدرب فريق المغرب الفاسي. وكما هي عادة هذه المسابقة حيث تنتفي الفوارق وتتساوى الحظوظ٬ خلفت المراحل الإقصائية مفاجئات من العيار الثقيل من بينها إقصاء فريق المغرب الفاسي (حامل اللقب) عقب خسارته (2-1) في دور سدس عشر النهاية أمام فريق رجاء بني ملال٬ العائد حديثا إلى قسم الصفوة٬ وخروج فريق النادي المكناسي (الوصيف) في الدور ذاته على يد فريق شباب الريف الحسيمة (1-0). في حين ودع فريقا المغرب التطواني واتحاد الفتح الرياضي (بطل كأس 2010)٬ على التوالي حامل لقب البطولة الاحترافية ووصيفه٬ المنافسة في الدور ال32 بعدما خسرا على أرضيهما الأول أمام شباب أطلس خنيفرة (قسم الهواة) 2-3 والثاني أمام المولودية الوجدية (القسم الثاني) 1-3. ويبقى اللاعب عبد الخالق٬ مهاجم فريق الوداد البيضاوي٬ أكبر هداف في تاريخ نهايات كأس العرش بتوقيعه الثلاثية التي فاز بها فريقه على منافسه النهضة القنيطرية (3-0). ونجح ناديين في الفوز بالكأس الغالية ثلاث مرات متتالية والاحتفاظ بها نهائيا وهما الكوكب المراكشي (1963 و1964 و1965) والجيش الملكي (1984 و1985 و1986)٬ في حين قالت ثلاثة أندية من القسم الثاني كلمتها ونالت شرف الظفر بالكأس الغالية وهي الجيش الملكي (1959) وجمعية الحليب (1983) ومجد المدينة (2000). وفي المقابل نال ناديا النادي المكناسي (1966) واتحاد الفتح الرياضي 1995) الكأس في السنة التي غادرا فيها القسم الأول إلى الثاني. ولازال الحكم عبد الكريم الزياني يحتفظ بالرقم القياسي في قيادة المباريات النهائية لكأس العرش بعدما أسندت له إدارة خمس نهايات (1959 و1962 و1969 و1971 و1974)٬ متبوعا بالحكم محمد البوكيلي وسليمان البرهمي والمرحوم سعيد بلقولة بثلاثة لقاءات نهائية لكل واحد منهم. علما بأن الحكم بوبكر الأزرق أدار أول مباراة نهائية سنة 1957. وقد أسندت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مهمة إدارة اللقاء النهائي للحكم رشيد بولحواجب٬ وهو من عصبة عبدة دكالة٬ وسيساعده في هذه المهام كل من عبد الحق كركور (عصبة الوسط الشمالي) وعبد الله النسيس (عصبة سوس). وكان فريقا الجيش الملكي والرجاء البيضاوي قد نجحا في التأهل إلى المباراة النهائية عقب تجاوزهما يوم سادس نونبر الجاري في دور نصف النهاية وفي مواجهتين محليتين صعبتين٬ الأول بالرباط على فريق الجمعية السلاوية بالضربات الترجيحية 4-3 (الوقتان القانوني 1-1 والإضافي 2-2)٬ والثاني بالدار البيضاء على حساب الغريم التقليدي الوداد البيضاوي 3-1 بعد التمديد (الوقت القانوني 1-1). وكان فريق الجيش الملكي قد بلغ المربع الذهبي عقب فوزه في دور سدس عشر وثمن وربع النهاية على فرق اتحاد الخميسات (القسم الثاني) 2-0 والاتحاد البيضاوي (القسم الثاني) 2-3 وشباب الريف الحسيمة (البطولة الاحترافية) 1-2٬ في حين تأهل فريق الرجاء البيضاوي٬ على التوالي٬ على حساب فرق أولمبيك آسفي 2-0 وحسنية أكادير 2-1 والكوكب المراكشي (القسم الثاني) 0-1. وإلى جانب الحكم رشيد بولحواجب سيشارك في إدارة هذا اللقاء الحكمان عبد الحق كركور (الوسط الشمالي) كمساعد أول٬ وعبد الله النسيس (عصبة سوس) كمساعد ثاني. ويتصدر فريق الجيش الملكي قائمة الأندية الأكثر تتويجا في المسابقة متبوعا بفرق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) والكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي (6 ألقاب لكل منهما) واتحاد الفتح الرياضي (5 ألقاب) والمولودية الوجدية (4 ألقاب) والمغرب الفاسي والأولمبيك البيضاوي (3 ألقاب لكل منهما) وأولمبيك خريبكة ومجد المدينة وشباب المحمدية والنهضة السطاتية والراسينغ البيضاوي (الراك) والنادي المكناسي والنادي القنيطري لقب واحد لكل واحد منها.