قال محمد جبرون، الباحث في التاريخ والفكر السياسي، إن الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية في المرحلة الراهنة، تؤشر على أن أعضاء الحزب مهيؤون لدخول المؤتمر الثامن وهم منقسمون بين رأيين، واحد يدعم بنكيران لقيادة الحزب والآخر يساند قياديا آخر من الحزب. ودعا جبرون، خلال استضافته في برنامج "ساعة للإقناع" على قناة "ميدي 1 تيفي"، أمس السبت، الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح عبر بيان يعلن فيه بصريح العبارة أنه غير معني بالولاية الثالثة وبالأمانة العامة مستقبلا". واعتبر الأستاذ الجامعي أن هذا الموضوع واحد من القضايا الضاغطة على الحزب التي حبست تفكيره طيلة هذه المدة، وهو ما يجعل الحزب يتجه نحو المؤتمر بفراغ، واصفا موضوع "الولاية الثالثة" بأنه "موضوع مظلل وعنوان أزمة يجب أن يتم تتجاوزها". وأضاف المتحدث أن الأزمة التي يعيشيها البيجيدي "غير طبيعية وخطيرة وغير عادية في تاريخه، لأنها تحيل إلى ما هو أخلاقي، يعني أن طرفا يُخون آخر وينزع المصداقية عنه، وهي أزمة تنال من الثقة التي يحظى بها الحزب ومشروعه". وتابع قوله: "الخلاف لا يتم على أساس أطروحة واضحة المعالم تتجسد في الذهاب إلى المؤتمر برأسين مثلا، لأنها كانت ستكون أزمة عادية لو تعلق الأمر بخلاف في وجهات نظر بين تيارات وأقطاب، فلم يكن في تاريخ الحزب يطرح نقاش من يكون الرئيس المقبل قبل شهور من المؤتمر، بل كان يعتبر من المحظور مناقشة هذا الأمر". جبرون أشارت إلى أن هذه الأزمة مختلفة تماما عن كل الأزمات التي عاشها الحزب طيلة تاريخه، محملا المسؤولية للجميع، سواء ما يسمى إعلاميا ب"تيار الاستوزار" أو التيار الداعم لبنكيران، معتبرا أن الأخير يتحمل المسؤولية أكثر لأنه زعيم الحزب. وأردف بالقول في نفس السياق: "بنكيران عنوان تأويل سياسي لأطروحة الحزب التي كانت هي الشراكة من أجل البناء الديمقراطي، والتي أفضت بالحزب إلى مأزق "مواجهة التحكم"، وتحول الحزب بعد إعفاء بنكيران لم تؤطره أي أطروحة، بل كان التبرير هو عنوان المرحلة".