شيع الآلاف من المواطنين، جثمان "شهيد الحكرة" محسن فكري إلى مثواه الأخير بمدينة إمزورن، ظهر اليوم الأحد، وسط شعارات غاضبة تطالب بالقصاص ومعاقبة كل المتورطين في وفاة بائع السمك. وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد الإمام مالك بإمزورن، قبل دفنه بمقرة "الشطاري بالنكور" بالمدينة ذاتها، بمشاركة الآلاف من المواطنين الذين حجوا إلى مدينة إمزورن قادمين من الحسيمة والمناطق المحيطة بها، رافعين شعارات ولافتات تضامنية مع الراحل. ووصل جثمان فكري إلى إمزورن قبل صلاة الظهر في سيارة إسعاف، بالموازاة مع تنقل الآلاف من سكان الحسمية إلى إمزورن، مشيا على الأقدام وعبر سيارات الأجرة والسيارات الخاصة، حيث أوضحت مصادر من عين المكان أن عددا من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بالمدينة، نقلوا المشيعين مجانا إلى إمزورن. وكشفت مصادر محلية، أن الحركة التجارية في مدينة الحسيمة شبه متوقفة، حيث أغلق عدد كبير من التجار محلاتهم التجارية اليوم للمشاركة في جنازة فكري، فيما أضرب عمال ميناء الحسيمة عن العمل، اليوم الأحد، تضامنا مع بائع السمك. إلى ذلك، حل محمد حصاد، وزير الداخلية، إلى جانب الوزير المنتدب الشرقي الضريس، صلاح اليوم الأحد، بمنزل عائلة محسن فكري بإمزورن لتبليغ تعازي الملك محمد السادس. وأصدر الملك محمد السادس تعليماته لوزير الداخلية محمد حصاد، لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في وفاة بائع السمك محسن فكري. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية، أن الملك أمر بفتح بحث دقيق في وفاة بائع السمك "مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته". ولقى بائع الأسماك محسن فكري، حتفه داخل شاحنة لنقل النفايات بالحسيمة، مساء أول أمس الجمعة، بعد أن قفز داخل المكان المخصص لوضع النفايات بالشاحنة، إثر حجز السلطات المحلية لكمية من أسماكه وإلقائها داخل الشاحنة قصد إتلافها. وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات وتحديد المسؤوليات بشأن وفاة بائع أسماك، فيما قالت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، إن الشاحنة المذكورة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة. واحتج المئات من سكان مدينتي الحسيمة وتطوان، في وقفات احتجاجية أمس السبت، تنديدا بطريقة وفاة بائع السمك محسن فكري، فيما خرجت دعوات لتنظيم مسيرات ووقفات موحدة اليوم الأحد بالرباط والدار البيضاءوالحسيمة وتطوان ومراكش وطنجة ووجدة والقنيطرة والقصر الكبير وفاس ومدن أخرى.