مما لا شك فيه، أن الرجوع إلى السكن التقليدي عن طريق الاعتماد على المواد المحلية خاصة في المناطق التي تتميز بالمناخ الصحراوي كما هو الشأن بالنسبة لجهة درعة تافيلالت من شأنه أن يساهم بجلاء في اقتصاد استهلاك الطاقة الذي يشغل كاهل الساكنة، ومن شأنه أيضا أن يساهم في المحافظة على البيئة لكون هذه المواد خالية من الانبعاثات و العناصر السامة بصورة تسمح بإعادة استخدامها. ولهذا فمند أزيد من ثلاثين سنة والتراث المعماري المعتمد على المواد المحلية، يحظى باهتمام الباحثين والمصالح المختصة قصد صيانته وتثمينه وحمايته من التهديدات والمخاطر التي تواجهه سواء كانت طبيعية أو إنسانية. و انطلاقا من موقعها و مسؤوليتها و كذا مساهمتها في تسليط الضوء على هذا الموروث التراثي الغني، وأيضا رغبة منها في دراسة وتطوير سبل استعمال هذه المواد و الحفاظ عليها و القضاء على الأخطار البيئية التي تنجم عن صناعة الإسمنت و المواد البنائية الأخرى، تنظم كلية العلوم و التقنيات بالرشيدية التابعة لجامعة المولى إسماعيل بمكناس، تحت إشراف فريق بحث علوم المواد بشعبة الكيمياء وبمساهمة بعض المهتمين، مؤتمرا دوليا تحت عنوان "التراث المعماري و مواد البناء المحلية"،. ومن المنتظر ان يتم خلال ايام المؤتمر مناقشة عدة نقط في مجال التراث المعماري ومواد البناء المحلية كدراسة مكونات المواد المحلية للبناء التقليدي؛ و دراسة مختلف طرق ترميم التراث المعماري؛ و دراسة مكونات المواد المحلية للبناء التقليدي؛ و دراسة مختلف طرق ترميم التراث المعماري؛ و البناء بالمواد المحلية والنجاعة الطاقية؛ و المخاطر المحدقة بالتراث المعماري المبني بالمواد المحلية؛ و التراث المعماري والبناء بالمواد المحلية والتنمية المستدامة؛ بالإضافة الى مستقبل البناء التقليدي في عصر العولمة؛ .. وذلك بحضور مجموعة من الخبراء الدوليين و أساتذة باحثين مختصين في الميدان بكل من المغرب، وتونس، ومالي، والجزائر، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والبرتغال، وسويسرا، وتركيا، و دول أخرى . وسيمتد برنامج هذا الدورة على مدى ثلاثة أيام؛ 12-13-14 أكتوبر 2017 وسيقام على شكل ندوات، ومداخلات، وعروض وملصقات توضيحية للبناء التقليدي، كما سيتم تنظيم مائدة مستديرة حول آفاق مواد البناء المحلية خاصة في جهة درعة – تافيلالت. وهذا قصد تكريس انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي وتقوية مجالات البحوث العلمية من أجل خدمة الجهة نظرا لما تتوفر عليه من العديد من البنايات والتي تعتمد على المواد المحلية، و أيضا لتوفرها على كم هائل من مواد خام التي يحتاجها هذا النوع من البناء وكذا الطاقات البشرية التي تحتاج إلى هذا النوع من المؤتمرات من أجل سقل مواهبها. و سيختتم المؤتمر بزيارة ميدانية وتفقدية لبعض المآثر التاريخية و الورشات المختصة في مواد البناء المحلية من أجل الوقوف على كيفية استعمالها و المشاكل المحيطة بها و بالتالي الخروج بتوصيات و مقترحات تفيد العاملين في الميدان و وضع خطط عمل تهم تعزيز البحث العلمي في هذا المجال. ويهدف هذا المؤتمر إلى استخلاص بأن العودة إلى العمارة التقليدية بلمسات إبداعية وبطرق وأساليب علمية حديثة من شأنه أن يكون بمثابة رافعة أساسية في الحفاظ على التراث المعماري المحلي بكيفية تضمن استدامته، و تفادي استعمال المواد و العناصر الكيميائية في تشييد المباني كالإسمنت الذي يخلف إنتاجه أثرا سلبيا على البيئة بانتشار غازات سامة إضافة إلى غلاء أسعارها مقارنة مع المواد المحلية الطبيعية التي تساهم في خفض فاتورة الطاقة و تكلفة البناء على الصعيد الوطني و الجهوي على الخصوص، ومن شأنه أيضا أن ينعش القطاع السياحي نظرا لما تتوفر عليه هذه الجهة من قصور وقصبات التي تجلب السياح. ويطمح منظمي هذا الملتقى العلمي إلى الاستفادة من تجارب بعض الدول الأوروبية الرائدة في هذا المجال. ومن أجل تحقيق كل هذه الغايات يتوخى مساهمة كل الفاعلين والمتدخلين في ميدان البناء قصد الحفاظ على الموروث العمراني وضمان ديمومته في ظل مجموعة من الإكراهات التي تواجهه. أزرور محمد : منسق المؤتمر