أصدر المعتقل البارز في حراك الريف، نبيل احمجيق، بلاغا من داخل مصحة سجن "عاكشة" بالدار البيضاء، حيث يخضع للمراقبة الطبية بسبب توقفه عن شرب الماء ضمن إضرابه عن الطعام المستمر منذ 11 شتنبر الجاري، أوضح فيه أنه مضطر "لخوض معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة أو الاستشهاد في سبيل قضيتنا كما عاهدنا الله جميعا ولو على حساب حياتنا". وكشف احمجيق في بلاغه الذي نشره شقيقه محمد، اطلعت عليه جريدة "العمق"، أنه توصل إلى اتفاق مع إدارة السجن لوقف إضرابه عن شرب الماء، أمس الأربعاء، بعد الاستجابة لثلاثة مطالب بسببها خاض هذا الإضراب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة التصعيدية جاءت بسبب ما اعتبره "سلوكا لا مهنيا وحاطا بالكرامة الإنسانية ومجحفا في حق السجناء ومعاملاتهم". وأوضح أن هذه المعاملة تمثلت في "عملية التفتيش اللامهنية التي طالت زنزانتي والتي يتواجد بها إلى جانبي كل من المعتقليين محمد جلول وربيع الابلق، هذه العملية أولا طالت زنزانتنا في غيابنا، وثانيا بالطريقة التي مورست بها والتي لا تحترم قواعد التفتيش ولا المعاملة الإنسانية، ناهيك عن العهد الدولي لحماية حقوق السجناء، إذ تم تفتيش الغرفة ورمي اغراضنا خارج الزنزانة وإعادة تفتيشها أمام الكاميرا وتركها كالخوردات كما جعلوها أشلاء متناثرة كشظايا أنقاض مخلفات الحرب بعدما كانت في منتهى التنظيم والاصطفاف". وأضاف أنه "على إثر هذا التفتيش فقدنا من خلاله عدة أغراض كمواد الحمام (الشمبوان وصابون الحمام…) ومواد التنظيف (التيد، جافيل، ساني كروا…) وبعض علب من الشوكولاتة والعسل والتي تم رميها بالمرحاض حتى يتسنى لهم ما بداخلها، إضافة إلى أغراض أخرى تخصني وتخص كل المعتقلين الآخرين"، مشيرا إلى أنه قرر "مجبرا من أجل الدفاع عن كرامتي وكرامة المعتقلين الدخول في إضراب عن الماء وذلك يوم الأربعاء 20 شتنبر 2017 بعدما كنت مضربا عن الطعام منذ يوم الإثنين 11 شتنبر 2017". وأفاد المعتقل المذكور، أن هذا الإضراب عن الماء جاء من أجل المطالبة ب"ضمان عدم تكرار هذا الأسلوب والنهج في التعامل معنا علما أن سلوكنا غاية في الاحترام سواء مع الإدارة أو الموظفين، وتجميعنا كما كان عليه الحال قبل تاريخ 20 / 09 / 2017، والسماح باستخدام الهاتف للتواصل مع ذوينا وعائلاتنا، ثم إعادة الأغراض المفقودة وعلى رأسها مذكرات محمد جلول التي تم نزعها منه"، وهو ما تمت الاستجابة له، حسب البلاغ ذاته. أما قضية الإضراب عن الطعام، يضيف المعتقل رقم 75062، "فلا بد لي أن أؤكد أن هذه المعركة ستظل مفتوحة إلى غاية إيجاد حل لملف حراك الريف، وذلك بدءا برفع مظاهر العسكرة التي اتخذت من الريف قلاعا لها، وإيقاف مسلسل المتابعات والاعتقالات، مع إطلاق سراح المعتقلين والشروع في تحقيق الملف المطلبي للساكنة"، مؤكدا "التزامنا بالسلوك الحسن والقيم النبيلة والحميدة سواء مع الإدارة أو الموظفين". وتابع احمجيق قوله: "وبعد احترامنا لكل المبادرات المدنية والحقوقية واحترامنا للدولة أيضا، وذلك من خلال إبداء حسن نيتنا في عدم التصعيد ومنح الوقت الكافي (4 أشهر) لإيجاد حل للقضية، إلا أن الأمور ذهبت عكس ما كنا نظن ماضية في التصعيد أكثر سيما الإعتقالات العشوائية والأحكام القاسية التي طالت النشطاء الأبرياء من مختلف مناطق الإقليم إضافة إلى كل من الناظور والعروي، وبهذا وأنا أحمل مسؤولية على عاتقي وإياكم وهي النضال على والريفيين وجميع المستضعفين في الوطن، أجدني مضطرا لاخوض معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة أو الاستشهاد في سبيل قضيتنا كما عاهدنا الله جميعا". وأشار في البلاغ إلى أنه على "الدولة ومسؤوليها أن تتدارك الموقف وتستجيب لمتطلبات وطموحات الجماهير، فإذا تم استشهاد أي معتقل فستطال الدولة النظرة السوداوية الأبدية من الريف، ولن تكون بعدها اية مصالحة فسارعوا إلى مصالحة الريف قبل فوات الأوان"، مسجلا تضامنه "اللامشروط مع المحاميان عبد الصادق البوشتاوي وخالد امعز على المضايقات التي يتعرضون لها من طرف النيابة العامة".