دعا الباحث في مجال التربية الإيكولوجية عبد الحق منصف، ممثل بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي خلال الندوة العلمية التي احتضتنها الأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية صباح اليوم السبت بمراكش، إلى فصل التربية الإيكولوجية والبيئية عن القيم الدينية التي يحملها المجتمع. واعتبر منصف في مداخلة له بالندوة المنظمة تحت عنوان "أية تربية للنظام الإيكولوجي والمجتمعي الجديد"، أن المغرب أصبح يعمل ضمن القوانين الكونية ويجب عليه تنزيل القيم الكونية في مناهجه التربوية خاصة المتعلقة بالبيئة. وقال المتحدث الذي مثل مجلس عزيمان في الندوة المذكورة، "يجب أن نطرح نقدا في مفاهيمنا الموروثة حول الحياة والعلاقة بالوسط، وهي مفاهيم غلبت عليها مسحة دينية، والمغرب الآن يتحرك في منظومة قيمية جديدة شخصها الدستور وهي منظومة تحتل فيها مفاهيم أساسية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسية مكانة متقدمة، والبيئة والتنمية المستدامة جزء منها". في السياق ذاته، شدد الباحث في فلسفة التربية أنه يجب عدم الفصل بين التربية وإشكاليات إنتاج الثروة والانتاج الاقتصادي، مؤكدا أن مسألة النظام الإيكولوجي المجتمعي أصبحت تطرح نفسها اليوم بقوة كإشكالية في مجال التنمية المستدامة، وأنها ليست مجرد نقاش داخلي في المغرب، بل بوابة أيضا للانفتاح على العالم. وأكد منصف أن المقاربات التدريسية أثبتت فشلها فيما يتعلق بالمجال البيئي، كما انتقد تعاطي البحوث العلمية في الجامعة المغربي مع مواضيع الإيكولوجيا، ودعا إلى العمل على تعزيز الاهتمام بالمجال، وكذا العمل على إكساب جميع الفاعلين في المنظومة التربوية وعي إيكولوجي يترتب عليه تغير في السلوك اتجاه البيئة.