في السنوات الأخيرة كان علماء الفلك يعتقدون أن الكون يتضمن ما بين 100 مليار و 200 مليار مجرة. وقد عمل فريق البروفسور كريستوفر كونسيليتشي من جامعة نوتنغهام (المملكة المتحدة)، على نطاق واسع، انطلاقا من بيانات التلسكوب الفضائي هابل الذي طورته وكالة ناسا مع وكالة الفضاء الأوروبية، ومع تلسكوبات أخرى أيضا. وقد بنى الفريق فيما بعد، وبكثير من الجهود، صورا ثلاثية الأبعاد 3D لاستقراء عدد المجرات الموجودة في مختلف فترات تاريخ الكون. ويؤكد الفريق أنه كلما ازدادت المجرات بعدا وجد ضوؤها صعوبة في الوصول إلينا التلسكوبات الحالية تدرس 10٪ من المجرات وفي تصريح له عقب نشر دراسته في مجلة الفيزياء الفلكية يتساءل كريستوفر كونسيليتشي قائلا “إنه لأمر يبعث على الدهشة حين نعلم أن 90٪ من المجرات لم تتم دراستها بعد”. “ومَن يدري، ما الذي سوف نجده عندما نصبح قادرين على دراسة هذه المجرات مع الجيل الجديد من التلسكوبات؟”. تحفظات حول العدد الدقيق للمجرات صرح السيد هامر عالم الفلك بمرصد باريس، وأخصائي تشكّل المجرات بأن “الدراسة مهمة للغاية، حتى وإن كان هناك بعض التحفظات حول العدد الدقيق للمجرات”. وأضاف عالم الفيزياء الفلكية “لقد أنجز الأستاذ كونسيليتشي أفضل ما يمكننا إنجازه في عصرنا، ولكن النتيجة لا يمكن اعتبارها نتيجة نهائية”. وأكد السيد هامر “إنه عمل لن يمكن تأكيده إلا عندما نحصل على تلسكوبات عملاقة تسمح لنا بأن نرى أفضل بكثير في اتجاه هذه المناطق البعيدة”. التلسكوب الأوروبي العملاق ويقول الوقع إن التلسكوب الأوروبي العملاق E-ELT (European Extremely Large Telescope) قيد البناء في تشيلي من قبل المرصد الأوروبي الجنوبي (إيسو). وسيصل قطر مرآته الأولية إلى 39 متراً. ويؤكد السيد هامر المسؤول العلمي لمقياس الطيف المتعدد الوجوه (MOS) لهذا المنظار أن هذا التلسكوب سيدخل الخدمة “في 2024/2025”. وستسمح هذه الأداة برصد وملاحظة المجرات البعيدة جدا. ومن ناحيتها تخطط الولاياتالمتحدة، لبناء تلسكوب Thirty Meter Telescope (TMT)، المزود بمرآة قطرها 30 مترا، في هاواي. بعد 3 إلى 4 مليارات سنة ويلاحظ السيد هامر أن من فوائد الدراسة الأخرى أنها تدعم السيناريو “المألوف” الذي مفاده أن المجرات تبني نفسها بانصهار بعضها في البعض الآخر. ويؤكد السيد هامر أنه “في البداية يكون هناك العديد من المجرات الصغيرة التي تنصهر فيما بعد وتندمج فيما بينها، لتصبح أكبر فأكبر”. وأضاف هامر قائلا إنه “بعد 3 إلى 4 مليارات سنة ستلتقي مجرتنا، درب التبانة، ب أندروميدا لتشكلا معا مجرة أخرى