حاوره: محمد بوازرو - عن جريدة الوطن الآن تم اختيار المغرب كواحد من الدول الأربعة المرشحة لتلقي المشروع الأوروبي المرتقب، القاضي بوضع تلسكوب الأكبر في العالم (قطره 42 مترا). «الوطن الآن» التقت الدكتور زهير بنخلدون، مدير مختبر الفيزياء الفلكية بكلية العلوم بمراكش الذي يقف وراء هذا الاختيار حيث يشرح تبعات وأبعاد المشروع في حالة ما إذا فاز المغرب بالاختيار * تم اختيار المغرب ضمن أربع مواقع دولية لاختبار وضع أكبر تيلسكوب بالعالم. بحكم إشرافك على الملف ما هي أهمية هذا التيلسكوب؟ ** المشروع مدرج في أجندة المنتدى الاستراتيجي الأوربي لبحوث البنية التحتية ESFRT، ويتعلق الأمر بالتلسكوبات البصرية الأكبر في العالم والأكثر أهمية والأكثر حساسية. وبمزيد من المعرفة في مجال لفيزياء الفلكية، فإن مشروع التلسكوب الأوربي هذا البالغ الضخامة سيمكن علماء الفلك الأوربيين بالأخص من القيام بدراسات تفصيلية عن الكواكب والنجوم والمجرات في الكون، وكذا الثقوب السوداء الهائلة الحجم وطبيعة قطاع الكون المظلم. المشروع حاليا هو في مرحلة التصاميم التفصيلية، على أن تستكمل باقي التفاصيل من قبل برنامج يطلق عليه fp7 التحضيري، وذلك بموجب منحة من المفوضية الأوربية بناء على قرار منها. * ما حجم هذا التلسكوب المشروع ومن هي الدول المنافسة؟ ** المغرب له موقع أهله كثيرا كي يوضع ضمن طليعة الدول التي تهتم بعلوم الفلك، والآن هو على قائمة مختصرة تضم أربعة دول، وهي الأرجنتين والشيلي وجزر الكناري بإسبانيا، بالإضافة إلى المغرب، مؤهلة كلها لتحتضن التلسكوب، والمشروع كما قلت هو تثبيت أكبر تلسكوب في العالم ويبغ قطره 42 مترا. وفي انتظار ذلك، واعتبارا لهذا الحلم وبناء على دراسات تقنية معقدة أحيانا وقياسات ميدانية، بعد أن قمنا بأول خطوة، وهي إنشاء محطة مراقبة في أوكايمدن، هي عبارة عن أول مرصد مهني بالمغرب مع تلسكوب يبلغ قطره 35 سم، اليوم وقع اختيارنا على جبل أكليم قرب إغرم ما بين مدينتي أكادير وتارودانت، ونحن الآن بصدد أخذ كل القياسات الضرورية لهذا الموقع الذي وقع عليه الاختيار من طرف مركز أبحاثنا، منها التذبذبات الجوية وجودة الصور الملتقطة للنجوم وغيرها، لأن هذه الأشياء تدخل ضمن شروط المبارة التي سنتعرف على نتائجها في ما بعد. * متى سيكون الاختيار؟ وما هي حظوظ المغرب في هذا المجال؟ ** كل ما سنقوم به من دراسات علمية وتقنية سنقدمها للجهة المسؤولة خلال شهر دجنبر المقبل، في انتظار الحصول على النتيجة خلال شهر فبراير من سنة 2010. أما حظوظنا فسوف تبقى مثل باقي الدول الأربع المشاركة في الاختبار، وهي متوفرة مع وجود معطيات أخرى سيأخذها الاتحاد الأوربي بعين الاعتبار، وهو مشاركة إسبانيا من خلال موقعها بجزر الكناري، والشيلي التي تتوفر على تلسكوب كبير الحجم. أمامنا مجموعة من التحديات التكنولوجية. وقبل كل شيء، فنحن معشر الفلكيين وسيلة عملنا هي الملاحظة والمراقبة عن طريق التلسكوب. هدفي منذ دخولي المغرب منذ عشرين سنة، هو إنشاء مرصد فلكي مغربي، فوقع الاختيار في البداية على موقع أوكايمدن الذي دشن خلال 2007. وكما تعلمون أنه مرصد فلكي متواضع جدا يبلغ قطره 40 سنتم. لكن إذا نجحنا وتم اختيار المغرب لوضع أكبر تلسكوب في العالم فسوف نكون سعداء جدا بهذا الانجاز. * ماهي الجهة الداعمة للمشروع؟ وهل للمغرب المؤهلات البشرية للسهر على هذا المرصد؟ ** في حالة اختيار المغرب كموقع لوضع أكبر تلسكوب في العالم، فبطبيعة الحال، المرصد لن يكون مغربيا بل دوليا. إذ أن كل الكفاءات البشرية، من علماء ومهندسين، التي ستسهر عليه ستكون من جميع الدول، خاصة الأوربية. فمساحته ستكون في حجم ملعب لكرة القدم. وعمليا فالاتحاد الأوربي هو المساهم الرئيسي والمباشر في هذا المشروع. كما أن جامعة الحسن الثاني للعلوم والتقنيات قدمت لنا هي الأخرى دعما ماديا مهما لاعتبارات علمية مهمة بالنسبة للجامعة. أما الامتياز الذي سوف نحصل عليه يتجلى في كون المغرب سيصبح بوصلة لكل علماء الفلك، فلدينا مناطق جديرة بالاستعمال الفلكي. والاتحاد الأوربي ما فتئ يمدنا بكل الإمكانات المادية والتقنية من معدات وآلات لمزاولة عملنا الفلكي. ..