أكد الباحثون وعلماء الفلك أن مشروع بناء أكبر تلسكوب في العالم في إقليم أنتوفاجاستا الشمالي، سوف يمكن تشيلي أن تلعب دورا قياديا في مجال البحوث الفلكية وانطلاق تخصصات علمية جديدة. فقد قرر "المرصد الأوروبي الجنوبي" اختيار جبل ارماثونيس في صحراء أتاكاما التشيلي، علي إرتفاع 3,06 مترا، كموقع لبناء وتشغيل ما يعتبره جوهرته العلمية الهادفة إلي إستشكاف أجواء وكواكب قادرة علي إيواء الحياة خارج النظام الشمسي. ويتعلق الأمر بالمسمي "المنظار الأوروبي البالغ الضخامة" الضوئي والمزود بمرآة رئيسية قطرها 42 مترا، وبتكلفة 1،500 مليون دولارا، والمقرر استكمال منشئاته والبدء في تشغيله بحلول عام 2018. وصرح ماريو هاموي، مدير قسم علم الفلك في كلية العلوم الفيزيائية والرياضيات بجامعة تشيلي، لوكالة انتر بريس سيرفس أن "تشيلي ستأوي قبل نهاية العقد الحالي أكبر عدد من أجهزة الرصد وستصبح مركزا فلكيا رئيسيا في العالم". ويشار إلي أن البحوث والدراسات التي أجراها هاموي وغيره من علماء الفلك التشيليين والأجانب في مجال النجوم المعروفة بإسم "سوبر نوفا"، قد ساعدت علي اكتشاف ظاهرة التوسع المتسارع للكون وهو الذي ينسب إلي المسماة "الطاقة المظلمة" التي تشكل 70 في المئة من محتويات الكون. وسوف يلعب المرصد الأوروبي الجنوبي دورا حاسما في التعرف علي أصل هذه المادة الغامضة وفقا للعالم التشيلي. هذا وقد أعلن متحدثون باسم هذا المرصد في 26 أبريل أن حزمة من العوامل شجعت علي قبول الإقتراح التشيلي بإقامة التلسكوب علي أراضيها وتفضيله علي فكرة بنائه في جزيرة لا بالما بجزر الكناري الأسبانية. وأهم هذه العوامل نوعية "فلكية" سماء هذه المنطقة التشيلية التي تتمتع بأكثر من 320 ليلة واضحة في السنة واضحة ولا تعاني من التلوث الضوئي. كذلك الأمر بالنسبة لتكاليف البناء والتشغيل وأنشطة التنسيق مع منشئات رصد أوروبية أخري شمال البلاد، كمرصدي بارانال ولا سييا وكذلك مشروع "الما" الذي أطلقه المرصد الأوروبي بمشاركة 14 دولة أوروبية ويستكمل في عام 2012. وبالإضافة إلي ما سبق، تحتض تشيلي مرصد ثيررو تولولو الذي تديره مجموعة من الجامعات الأمريكية الخاصة ومرصد لا كامباناس التابع لمؤسسة كارنيجي للعلوم، الخاصة أيضا ومقرها واشنطن. هذا ولقد شجع تنامي البحوث العلمية علي مضاعفة عدد علماء الفلك التشيليين والتنسيق مع المراصد الفلكية المقامة علي أراضي البلاد. فصرح رئيس جمعية الفلك التشيلية ليوبولدو انفانتي، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن بلاده يمكن أن تصبح بفضل بعض الاستثمارات المتواضعة دولة "رائدة في البحوث الفلكية". هذا النداء، الذي انضم إليه غيره من علماء الفلك التشيليين، يبدو وأنه لقي صداه لدي الحكومة الجديدة برئاسة رجل الأعمال اليميني سيباستيان بينييرا، والتي وعدت برفع مخصصات الأبحاث من 0,7 في المئة حاليا إلي 1,2 في المئة بحلول عام 2014.