أطلق نشطاء حقوقيون مغاربة من عدة دول عبر العالم، حملة دولية ل"إنقاذ المغربيات" المعتقلات في السجون السعودية بسبب وقوعهن ضحية عقود عمل مشبوهة، مشيرين إلى أن قضية "لمياء" التي حُررت من سجون السعودية وعادت لوطنها بتدخل ملكي، كشفت وجود مئات من المغربيات وراء القضبان ببلاد الحرمين. عريضة إلكترونية وأطلق الحقوقيون المغاربة بديار المهجر، عريضة إلكترونية تحت عنوان "صرخة كرامة"، تطالب الحكومة المغربية وكل الجهات المعنية من وزارة الخارجية، وزارة الجالية، وزارة التشغيل، البرلمان بمجلسيه، مجلس الجالية، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، "بتحمل كامل المسؤولية واتخاد التدابير اللازمة للحد من معاناة الجالية المغربية بالمملكة السعودية ودول الخليج". وطالبت العريضة بإطلاق سراح السجينات المغربيات بالسجون السعودية دون قيد أو شرط ومراجعة أحكامهن، كما طالبت الحكومة المغربية بمراجعة وتقنين فصول وبنود مدونة الشغل الخاصة بعقود العمل بين المغاربة ومشغليهم بالسعودية وكافة دول الخليج، وذلك "لحفظ كرامة المهاجر والمهاجرة المغربية وكرامة كل المغاربة أينما حلّوا". معاناة مع "الكفيل" الناشطة المغربية المقيمة بأمريكا، سعاد كراما، قالت في اتصال مع جريدة "العمق"، إن الحملة تأتي للدفاع عن مغربيات السعودية في ظل عدم وجود جمعيات للدفاع عن حقوقهم داخل المملكة العربية، مشيرة إلى أن نظام "الكفيل" الذي تعتمده دول الخليج، تؤثر سلبا على وضعية المهاجرات المغربيات، رغم أن قطر والكويت والإمارات راجعت هذا النظام وأدخلت تعديلات فيه، باستثناء السعودية. وأوضحت أن المغربيات اللواتي يشتغلن داخل البيوت بالسعودية، لا يؤطرهن أي قانون، مشددة على أنها تحترم قوانين كل بلد، "لكن يجب صون كرامة المغربيات"، لافتة إلى أن المغربيات اللواتي يعانين بالسعودية، يتم اعتقالهن إذا انتفضت في وجه الظلم الذي يتعرضن له في عملهن، وفق تعبيرها. وأضافت أن المعطيات التي بحوزتهم بخصوص المغربيات في السعودية، تشير إلى وجود أكثر من 100 حالة اعتقال، لافتة الانتباه إل أن كل دول العالم تقيم مراكز للمهاجرين الذين يجب ترحيلهم، باستثناء السعودية، حيث تعاني المغربيات في ظل تجاهل المصالح القنصلية لطلبهم بالعودة إلى المغرب، حسب قولها. تقصير القنصليات والجمعيات وأشارت المتحدثة، إلى أن تدخل الملك شخصيا لمعاجلة مثل هذه القضايا، يدل على أن الإدارة المغربية لا تقوم بواجبها، خاصة المصالح القنصلية، وهذا ما أوضحه الملك في خطابه الأخيرة، مضيفة بالقول: "هناك عدد من المغربيات قضين فترة حكمهم بالسجون السعودية، والآن يريدن العودة إلى المغرب، ولكن المصالح القنصلية المغربية لا تهتم بهن". الناشطة كراما، انتقدت عدم تحرك جمعيات حقوق الإنسان بالمغرب لمساعدة المغربيات في السعودية، قائلة في هذا الصدد: "هذه الجمعيات هي أول من يخرج للدفاع عن الشواذ، لكنها تخرس حين يتعلق الأمر بالفئات المهمشة في الخارج". وأضافت أن النشطاء المغاربة في الخارج، ينتظرون تشكيل الحكومة الجديدة لإجراء لقاءات مع الوزارات المعنية، قصد التدخل السريع لمعالجة مشكل المغربيات في السعودية، مشيرا إلى أن النشطاء المغاربة في العالم يتجهون لشكيل إطار جمعوي يضم ممثلين عن مختلف دول العالم، بعد أن لاق تفاعلا كبيرا. موقعون من عدة دول الموقعون على العريضة اعتبروا أن هدفهم ليس عدواني ولا يحرضون ضد المملكة السعودية، مشيرين إلى أن حملتهم تدعو إلى التعاون والتوافق لإنهاء معاناة المغربيات المسجونات بالسعودية. ومن أبرز الموقعين على العريضة، الناشطة سعاد كراما من الولاياتالمتحدةالأمريكية، رشا من السعودية، نادية الرحماني من المغرب، فاطمة أبوالناجي من المغرب، نادية شعباوي من فرنسا، نادية حيدة من فرنسا، لحبيب يوسف من السعودية، إدريس الكزار من فرنسا، حميد كروط من فرنسا، محمد المختار البوكري من هولندا، توفيق بنعبيد من فرنسا.