قد لا يدرك العديد من الرجال أن لهم دورة شهرية شأنهم شأن باقي النساء, لكن تختلف أعراضها ذلك أن الرجال لا يمتلكون فترة محددة من كل شهر و التي يتم فيها تجهيز الرحم للحمل، بل يمرّ بعض الرجال بشيء يدعى "متلازمة الذكر الهيوج أو متلازمة الذكر العصبيةThe Irritable Male Syndrome ". تفسر هذه المتلازمة بأنها انخفاض في مستوى التستوستيرون، الهرمون المسؤول بشكلٍ أساسي عن الصفات الذكرية التي تميز الرجل عن المرأة, الشيء الذي سيبطل نظرية التغيرات الهرمونية التي تطرأ على النساء فقط, ذلك أن الرجال أيضا لم يسلموا من تقلبات الهرمونات المزعجة. واستنادا إلى 35 عاما من الأبحاث السريرية والاستجابات من ما يقارب 10,000 ذكر، عرض الباحث" جاد دياموند Jed Diamond " اضطراب متلازمة الذكر العصبية (1) و الذي يفسر التغيرات المزاجية التي تطرأ على الرجل طيلة الشهر' حيث يعاني من موجات اكتئابية عابرة و غضب و قلق شديدين, الشيء الذي يعرض علاقاته الاجتماعية و الأسرية لمشاكل, فيما لا تدرك النساء سبب هذا التوتر و العصبية, وقد تفسر ذلك بمشاكل في العمل أو إخفاء الرجل لأسرار بينما يجب أن تدرك أن الرجل يتعرض لاضطراب مزاجي بسبب تقلب هرمون التستوستيرون. أسباب متلازمة الذكر العصبية : 1 – التقلبات الهرمونية : من أجل فهم التقلبات الهرمونية وجب الوقوف عند هرمون التستوستيرون والذي يعتبر السبب الأساسي لهذه المتلازمة, فالتستوستيرون هو هرمون موجود لدى الذكور, يفرز من الخصيتين بكميات ضئيلة لدى الجنين قبل ولادته وهو في داخل الرحم، ومع الولادة تتوقف الخصيتان عن إنتاج هذا الهرمون حتى سن البلوغ ليعود الإنتاج مرة أخرى بكميات كبيرة جدا مما ينتج عنه اندفاع جنسي ورغبة قوية في ممارسة الجنس من سن المراهقة عند الذكور حتى بداية سن الثلاثين، ثم تنخفض هذه الكمية إلى حوالي الثلث في بداية سن الثلاثين وإلى حوالي الثلثين في سن الأربعين وتقل الرغبة الجنسية كما كانت في سن الشباب ولكن لا تنعدم حتى يقارب الرجل سن الخمسينات أو الستينات لدى معظم الرجال لتقل نسبة الهرمون في الدم الى حد كبير وتضعف الرغبة الجنسية, يساهم التستوستيرون في مرحلة البلوغ في تطور الخصائص الذكورية الثانوية ومنها: تضخم القضيب وكيس الصفن وخشونة الصوت وتوزيع الشعر في جميع أنحاء الجسم ونمو الشارب واللحية وشعر العانة وبروز تفاحة آدم وتمدد العظام واستطالتها لأنه المسؤول عن الصفات الذكرية, كما يؤثر على تطور ونمو الأعضاء التناسلية وتحولها إلى الذكورة بحيث يساهم في نمو القضيب وكيس الصفن والبروستاتا والحوصلة المنوية وقناة مجرى البول الأمامية ويساهم أيضا في نزول الخصية من جدار البطن الخلفي. 2 – التغيرات البيوكيميائية في كيمياء الدماغ : يعتبر نقص تدفق السيروتونين والذي يعتبر أحد أهم الناقلات العصبية حيث تلعب هذه المادة دورا مهما في تنظيم مزاج الإنسان (لذا يسمى أيضا بهرمون السعادة) والرغبة الجنسية, حيث لوحظ أن معظم المصابين بالإكتئاب يمتلكون نسبة اقل من المستوى الطبيعي للسيروتونين في الدماغ مما أدى بالعلماء إلى اختراع جيل جديد من الأدوية التي تقوم برفع مستوى مادة السيرتونين في الدماغ. 3 – زيادة مستويات التوتر : لا يمكننا القضاء على الإجهاد، ولكن يمكننا التعامل معه بشكل مختلف, تفاديا للتوتر حيث يؤثر هذا الأخير بشكل كبير على بنية الجسد النفسية والعضوية ويسبب تغيرا مستمرا في المزاج. واحدة من الأسباب الأكثر شيوعا لانخفاض مستويات السيروتونين ترجح لعادات الأكل والشرب حيث وجدت "ذ. جوديث ورتمان" الباحثة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نسبة عالية من البروتين، وانخفاض الكربوهيدرات في النظام الغذائي يمكن أن يسبب زيادة التهيج لدى الرجال ووجد الباحثون أن الرجال غالبا ما يتجاهلون الأكل المحتوي على الكربوهيدرات الصحية، مثل تلك الموجودة في الخضراوات كالبطاطا والأرز والذرة. و أكدت جوديت أن 25 بالمئة من الرجال يتعرضون لأعراض "العادة الشهرية الرجالية" إذ يعانون من نفس الأعراض التي تعاني منها النساء قبيل بداية الطمث، كالنرفزة (العُصَابُ) والتعب والشعور بالجوع والتوتر النفسي واضطراب المزاج. (1) : Mr. Mean ; Saving Your Relationship from the Irritable Male Syndrome ; Paperback – April 15, 2010 by : jed diamond