"رسالة استشهاد" مؤثرة تلك التي دبجها الصحفي المعتقل حميد المهدوي، عقب الحكم عليه بسنة سجنا نافذا على خلفية اتهامات ب"التجمهر والصياح" خلال مسيرة بالحسيمة، معلنا عن خوضه معركة الأمعاء الفارغة حتى الاستشهاد، وطالبا من زوجته أن تحمل له كفنا لسجنه بالحسيمة مكتوب عليه "الشهيد حميد مهدوي". خطوة الزميل المهدوي، دفعت عددا كبيرا من الصحافيين والصحافيات المغاربة إلى الإعلان عن التضامن الكامل معه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، داعين إياه إلى العدول عن خطوة الإضراب عن الطعام، ول"الإدراك أن الحياة هي أقدس المقدسات وأم الحقوق"وفق تعبيرهم. الصحافية ليلى العابدي العلوي اعتبرت أن" الحكم على المهداوي التفاف على القانون وتهريب يحاسب عبره الصحافي بالقانون الجنائي عوض مدونة الصحافة والتي من المفروض أن يحتكم لها في حالة كان الشخص حاملا لبطاقة الصحافة". وقالت المتحدثة لجريدة "العمق" إن محاكمة المهداوي تدق ناقوس الخطر بالنسبة للجسم الصحافي المغربي واستهداف له، كما تسائل الجميع وتضع الكل أمام مسؤولية تحصين المسار نحو مجتمع تسود به قيم الحرية ومن أهم مؤشراتها حرية الصحافة. من جهته كتب الصحفي مصطفى الفن، إن الحكم على المهدوي بسنة حبسا بتهم انتصر فيها التأويل على ما دونه لا يمكن لأي صحافي له ذرة مصداقية إلا أن يشعر، والحالة هذه، بالرعب والخوف على مستقبله في هذه المهنة. من جانبه تساءل الصحفي الشرقي لحرش، عبر تدوينة له قائلا، "إذا لم يكن ما يتعرض له المهداوي هو العار فما هو العار إذن؟"، وكتب الصحفي اسماعيل عزام، "اعتراف: لا أدري ماذا أقول في قضية المهدوي سوى: لقد خذلناك يا زميلي"، متابعا"لم تعد الكلمات تسعف لوصف ما يجري". وقال الصحفي أنس عياش، إن الصحفيين باتوا "يتحولون إلى تقنيين تدريجيا..تنكسر أقلامهم، يسكُن مقصّ الرقيب ضمائرَهم"، مستطردا "لا غرابة إذا لم يخرجوا دفاعا عن زميل لهم في السجن، فهم لا يعرفون، عفوا.. المهداوي ليس صحفيا بمعايير الأجناس الصحفية التي صاروا يعرفون!".