اعتبر المحلل السياسي عبد الرحيم منار اسليمي، أن ثنائية "البام" و"البيجيدي"، ستكون خطيرة على النظام المغربي في المستقبل، "فالبام رشح كل رجال الأعمال والاقتصاد، بينما البيجيدي له قوة اليوم في الشارع، وإذا لم تكن هناك آليات لتحريك المشهد، سنصل لمرحلة بلوكاج الدولة، فتكلفة الصراع بينهما ستكون مرتفعة الثمن، وتكلفة استمرار البام بهذا الشكل ستكون أخطر سياسيا إذا لم تحدث تغييرات في الخمس سنوات المقبلة". وأضاف السليمي، الذي قدم عرضا لتشخيص السياق الوطني والدولي في ظل انتخابات 7 أكتوبر، صباح اليوم الخميس بالرباط، خلال ندوة خصصت لتقديم قراءات في نتائج وكذا خيارات انتخاب مجلس النواب، أن بنكيران سيكون أقوى لأنه تدرب منذ 5 سنوات، و"سيطالب بكل الإمكانيات التي كان قد تنازل عليها، وسيكون أكثر تأقلما مع التدبير الحكومي". وشدد على أن قضية الذين خططوا لخلق حزب الأصالة والمعاصرة، لم يتوقعوا الوصول لهذه الثنائية التي ستقود لانهيار مزيد من النماذج، وتسمى في المصطلحات السياسية ب"البجعة السوداء"، حسب قوله. وأردف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الرباط، أن النماذج الدولية تخرج من القطبية الثنائية نحو التعددية ولكن المغرب قام بالعكس، وما "أسميته بالبجعة السوداء، له تأثير على موازين القوى، والتحالفات لن تبقى بهذا الشكل، كما سيكون نقاش كبير حول مسألة التعايش بين البيجيدي والمؤسسة الملكية". وتابع اسليمي، أن الانتخابات الأخيرة، بينت أن "البيجيدي والبام، حاولا كلاهما طرح فكرة الاستقرار، وتبادل الاتهام بأنه خطر على الاستقرار، والاشتغال كان بطرق مباشرة، كما بينت أن كلاهما وظفا نظرية المؤامرة للتقرب أكثر من عقلية الناس، المصباح وظف الداخلية، والبام وظف نظرية المؤامرة". وأورد رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن من بين الملاحظات التي استخلصت من انتخابات 7 أكتوبر، ضعف آلية الاحتواء لدى الداخلية واللجنة المشرفة على الانتخابات، "إذ لاحظنا صعوبة احتواء الموقف عندما بدأت الأحزاب تخرج وتعلن عن النتائج، وكان ذلك سيخلق مشاكل كبيرة، مما بيّن أن الجهة المشرفة على الانتخابات ضعيفة". كما أظهرت الانتخابات، يضيف السليمي، طرح قضية العلاقة بين الداخل والخارج، وصراع توظيف السسلفيين، "فالأحزاب التي رشحت أشخاص من السلفية الجهادية، لا تعرف أن لهم فتاوى بعدم المشاركة في التشريعيات، كما كانت فرصة للدفع بالسلفية التقليدية للمشاركة، مثل القباج، هي فرصة تم تفويتها، وكان من الممكن الدفع بها". ومن بين الملاحظات التي رصدها السليمي عن الانتخابات الأخيرة، ارتفاع سقف النقاش لدى بعض الأحزاب، وهو نقاش "أكبر منها، مثلا خطاب سوريا وإنقاذ الدولة، فالكثير من الأحزاب الكلاسيكية لم تكن تعرف ماذا يجري، كما أن الكثير من الأحزاب لا تعرف حتى معنى القطبية" حسب تعبيره. وحول تشكيل الحكومة المقبلة، اعتبر السليمي، أن ذلك لا تؤثر فيه القواعد، بل العديد "من المتغيرات التي فيها رسائل للخارج ومصالح الدولة في السياسة الخارجية، من جهة أخرى، غيرت بعض الأحزاب من أشكالها للدخول للحكومة، وهذا يختلف مع إيديولوجياتها، وذلك ما يدفعنا للقول بأننا سنصبح دون معارضة وأمام الفراغ" وفق تعبيره.