أثار استمرار قطع المياه عن مدينة تطوان، حالة غضب وتذمر كبيرين لدى ساكنة المدينة، حيث خرجت دعوات للاحتجاج ضد شركة "أمانديس"، واعتبر رئيس المجلس الجماعي للمدينة أن الشركة المذكورة ترتكب خروقات بسبب قطعها المياه، بينما تعتبر "أمانديس" أن تقنين توزيع المياه وفق مدد زمنية محددة، هو الحل الممكن لتدبير أزمة نقص الموارد المائية بالمنطقة. غضب ضد أمانديس ودعا نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى الاحتجاج غدا الأربعاء ضد شركة "أمانديس" المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء بمدينة تطوان، بسبب استمرار انقطاع المياه عن أحياء المدينة وضواحيها منذ الإثنين 3 أكتوبر. ولقيت دعوات للاحتجاج ضد الشركة المذكورة، تفاعلا كبيرا على الموقع الأزرق رغم عدم تبنيها من طرف أي جهة، حيث حددت صفحات فيسبوكية ساحة مولاي المهدي (المعروفة بالخاصة) وسط المدينة، مكانا للاحتجاج يوم غد الأربعاء، واتهم النشطاء الفيسبوكيون "أمانديس" بسوء تدبير القطاع بالمدينة وعشوائية التسيير في الظرفية الحالية. واستقت جريدة "العمق" أراء بعض من سكان المدينة، أوضحوا أن ساعات انقطاع المياه تصل إلى 16 ساعة يوميا، مشيرين إلى وجود حالة تذمر وغضب بين الساكنة، خاصة وأن قطع المياه أصبح يعرقل برامجهم اليومية، حسب تعبيرهم. 16 ساعة يوميا بدون مياه مصدر تقني داخل شركة أمانديس، أكد في اتصال مع جريدة "العمق"، أن انقطاع المياه عن المدينة تجاوز المدد الزمنية التي حددتها الشركة، مشيرا إلى أن ساعات انقطاع المياه عن المدينة يتجاوز 16 ساعة يوميا. وأضاف المتحدث، أن الشركة تنقص يوميا 30 في المائة من حجم المياه في كل خزان من خزانات الأحياء، موضحا أن سبب ارتفاع عدد ساعات انقطاع المياه، يرجع إلى استنفاد المياه بشكل كلي داخل الخزانات قبل موقع انقطاعها، وذلك بسبب الإقبال الكبير للسكان على استعمال المياه خلال ساعات تزويد المنازل بها. ونفى المصدر ذاته، ما راج على مواقع التواصل الاجتماعي من كون قطع المياه يستهدف أحياء دون أخرى، مشيرا إلى أن المياه تنقطع عن جميع أحياء تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل والقرى المحطية بهم، باستثناء جماعة واد لاو التي تعتمد على نظام منابع المياه الجبلية "العيون"، حسب قوله. وأشار إلى أن قطع المياه يتم حتى على المستشفى الإقليمي سانية الرمل، والمصحات الطبية الخاصة ومركز تصفية الدم، رغم أنها تتطلب استمرار تزويدها بالمياه دون انقطاع. المجلس الجماعي يحمل أمانديس المسؤولية رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد إدعمار، قال في اتصال مع جريدة "العمق"، إن المجلس الجماعي للمدينة يقوم بمعاينات حول انقطاع المياه، ويرصد خروقات تقوم بها الشركة المفوض لها تدبير القطاع. وحمل إدعمار مسؤولية ما يقع لشركة "أمانديس"، مشيرا إلى رفض المجلس الجماعي لقرار قطع المياه عن المدينة جملة وتفصيلا، مستغربا شروع "أمانديس" في قطع المياه عن الساكنة دون موافقة الجماعة. كما أوضح في اتصال سابق مع جريدة "العمق"، أن الجماعة الحضرية ستُغرم الشركة المذكورة بغرامات، بعد أن قامت بخرق القانون واتخذت قرارا خارج صلاحياتها المنصوص عليها في عقد التدبير المفوض بين الطرفين. وكانت الجماعة الحضرية لمدينة تطوان، قد هاجمت في بيان لها، شركة "أمانديس"، متهمة إياها باتخاذ قرار أحادي دون موافقة السلطة المفوضة أو أخذ رأيها في الموضوع، مطالبة إياها بضرورة التراجع عن هذا الإجراء والتريث إلى حين انعقاد لجنة تتبع التدبير المفوض المنصوص عليها بعقدة التدبير المفوض. العطش يهدد الساكنة وكانت شركة أمانديس بتطوان، قد شرعت في قطع المياه عن تطوان وضواحيها، لمدة 14 ساعة يوميا، تنفيذا لما جاء في بلاغ مشترك بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ووكالة الحوض المائي اللوكوس، وشركة أمانديس، أعلنوا فيه "تدبير مرحلة انتقالية تعيشها المدينة ونواحيها بسبب نقص حاد في الموارد المائية، وذلك وفق برنامج يهدف إلى تقنين تزويد المياه بالمدينة". وأوضح البلاغ، أنه سيتم قطع المياه خلال مدد زمنية محددة عن المدينة، لضمان استفادة جميع الأحياء والمناطق، وذلك بنسبة تصل إلى 30% من الموارد المائية ابتداءً من يوم الإثنين 3 أكتوبر، داعين سكان المدينة ونواحيها إلى تفهم القرار في هذه المرحلة العصيبة في انتظار سقوط الأمطار، وفق ما جاء في البلاغ. مصدر جريدة "العمق" داخل شركة أمانديس، كشف أن السدود الثلاثة التي تستقي منها المدينة مياهها، وهي سد سمير والنخلة ومولاي الحسن المهدي، وصلت فيها نسبة المياه المتبقية إلى 10 في المائة فقط، موضحا أن أمانديس ستعمل على توزيع المياه المتبقية بشكل مقنن في انتظار إنجاز مشروع "إنقاذ المدينة".