في إطار حملاتها التي تهم تسليط الضوء على المشاكل الناتجة عن التأثير السلبي للأنشطة البشرية على البيئة والمناخ، واقتراح، في مقابل ذلك، الحلول الكفيلة بضمان مستقبل أخضر، أطلقت منظمة السلام الأخضر(Green Peace) مبادرة: قافلة الشمس La caravane du soleil، التي تهدف إلى نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية في الحياة اليومية، حيث تمّ التركيز خلال هذه الحملة، على المجتمعات القروية. مقارنة مع مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة في البوادي والقرى المغربية (البوتان والحطب)، فإن الطاقة الشمسية، من الناحية الاقتصادية أرخص من البوتان، ومن الناحية البيئية ستُقلص الاعتماد على الحطب وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الثروة الغابوية. وكخطوة أولى، قامت المنظمة بإعداد "سفراء الطاقة النظيفة"، ويتعلق الأمر بتدريب عشرين متطوعا من الجنسين في مركز AESVT بالدار البيضاء، على مهارات استخدام الطاقة الشمسية. وحاليا، يقوم سفراء الطاقة، خلال شهري غشت وسبتمبر، بجولات في قرى ودواوير المملكة، بتنسيق مع الجمعيات البيئية المحلية، لنقل تجربتهم ومهاراتهم التي كسبوها خلال التدريب، إلى السكان المحليين، وخاصة ربات البيوت، لتدريبهنَّ على مهارات الطبخ باستخدام الطاقة الشمسية. وقالت مديرة برنامج غرينبيس المتوسط في العالم العربي وشمال افريقيا، غالية فياض، في هذا الصدد : "ستخلق الشبكة أثرا مضاعفا للطاقة الشمسية، حيث سيتعاون متطوعينا الذين قمنا بتدريبهم مع المنظمات غير الحكومية البيئية المحلية لنقل المهارات الشمسية إلى المجتمعات التي هي في أشد الحاجة إليها. ومن شأن ذلك أن يزيد من إمكانية الحصول على الطاقة الشمسية، وأن يساعد منظمات المجتمع المدني على أن تكون أطرافا فاعلة في عملية انتقال الطاقة ". وعلى خلاف المشاريع الكبرى للطاقة، فإن أهداف وفوائد الطاقة الشمسية اللّامركزية تكون أكثر وضوحا للمواطن العادي، وقريبة من احتياجاته، وتقريب الطاقة الشمسية للمواطنين من شأنه أن يزيد الوعي بأهميتها، وبالتالي المساهمة في نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك ف"إذا توفرت القروض الخضراء"، تضيف فياض: " يمكن لمالكي الأنظمة الشمسية أن يخففوا من فواتير الطاقة الخاصة بهم، وسيكون بإمكانهم أيضاً بيع الكهرباء عن طريق توفير الطاقة الفائضة التي أنتجها نظامهم للشبكة الوطنية من خلال "القياس الصافي- عداد ثنائي الاتجاه بين المستهلك وشبكة الكهرباء" أو عبر "تعريفة التغذية الكهربائية"كما هو الحال في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم". تبقى أبرز العقبات التي تقف في طريق الاعتماد على الطاقة الشمسية اللامركزية والاستفادة منها، هي سياسة الدولة التي تركز اهتمامها على تهيئة البيئة الملائمة للاستثمارات الأجنبية في المشاريع الكبرى بينما تُهمل المشاريع الصغرى؛ فإلى حدود الساعة لا توجد البنية التحتية اللازمة لنشر الطاقة كما لا توجد برامج الدعم في ظل غياب الإطارين: التنظيمي والتشريعي.