رقية، كريمة، ثريا، البتول، وغيرهن كثير من أسماء نساء وشابات مغربيات توفين بمعبر " طاراخال" الحدودي بسبتةالمحتلة، اضطرتهن ظروفهن الاقتصادية الهشة إلى اللجوء لامتهان التهريب المعيشي ووضع أرواحهن على كفوفهن ما سهل سحلها وخنقها أو دفعها والدوس عليها. ولعل هذه الشهور الثمانية من عام 2017، سجلت حصيلة ثقيلة في حصيلة وفيات المغربيات على المعبر سيء السمعة، عقب تسجيل 4 وفيات، اثنتان سقطتا معا أمس الاثنين بسبب التدافع الشديد والازدحام الذي يقطع الأنفاس، فيما توفيت امرأتان أخريان أبريل المنصرم إحداهما شابة تركت وراءها طفلا رضيعا يجتر مرارة اليتم والبؤس. لطيفة بوشوى، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، اعتبرت أن حادثة "الاثنين الأسود" المؤلمة، دليل على معاناة النساء المغربيات من أجل كسب القوت لهن ولأطفالهن، مطالبة بوضع حد للظروف التي ترمي بهؤلاء النساء للموت. ودعت بوشوى السلطات والمسؤولين عبر جريدة "العمق"، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لظروف أحسن، خاصة وأن العمل الممارس يعتبر تجارة سوداء، معتبرة الأحداث المأساوية " نموذجا صارخا لمعاناة النساء في المجالات والقطاعات غير المهيكلة". ولفتت الحقوقية المغربية إلى أن فتح تحقيق في النازلة إجراء غير كاف، متسائلة عن التدابير المتخذة ما بعد نتائج التحقيق، مؤكدة " التحقيق ليس كافيا للحد من هذه المعاناة ولكن الإجراءات وتفعيلها هي الكفيلة بذلك". وقالت المتحدثة إن النساء المشتغلات في مجال التهريب المعيشي، يتعرضن لمختلف أشكال هدر الحقوق والكرامة منذ خروجهن من منازلهن قاصدات المعبر مرورا برحلة من عذاب والتدافع والازدحام وغيرها من أشكال المعاناة" وفق تعبيرها. من جانبه قال محمد رشيد الشريعي، رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان بالمغرب، لجريدة "العمق"، إن المغاربة والحقوقيين يجتمعون على كلمات الشجب والاستنكار والحزن لما أصاب مواطنتين مغربيتين، معتبرا إياهما "شهيدتي عملية غير منظمة من طرف مؤسسات تحرص على سلامة المواطنين وسلامتهم". ودق الشريعي ناقوس الخطر بخصوص ازدياد حالات النساء اللواتي تزهق أرواحهن على معابر سبتة ومليلية خلال السنوات القليلة الماضية، مطالبا بوضع حد لهذه الآفة التي تودي بحياة النساء المغربيات، خالصا إلى أن مسؤولي المغرب لو قاموا " بفتح تحقيقات نزيهة في كل القضايا الحقوقية لكان بالمقدور تحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين ووضع حد لعدد من الآفات" يقول الناشط الحقوقي.