7 أكتوبر سيكون يوم سقوط الأقنعة بامتياز عن القناعات الخفية و عن الوجوه لمكونات رئيسة في المشهد السياسي المغربي: الدولة و الشعب و الأحزاب. في هذه الانتخابات - حيث لن ينفع الماكياج و لن تفيد الحربائية - كلٌّ سيكشف عن حقيقة الادعاء بالتشبث بالآلية الديمقراطية و بالاتساق مع المطالب المشروعة و مع ما تلتها من الخطابات الملكية و الالتزام بالتعديلات الدستورية و المسايرة لسنن كونية في تحقيق الحرية و الإصلاح و الازدهار. فالدولة اليوم بكل مؤسساتها و الداخلية على وجه الخصوص في موعد مع اختبار حقيقي لتأكيد مدى جدّيتها في تثبيت مسار الانتقال الديمقراطي بالمغرب، و مدى حقيقة تموقهعا للحفاظ على المصالح العليا للوطن. و ذلك تنزيلاً لما جاء به الدستور و التزاماً بما ينص عليه القانون و دفاعا عن كرامة المواطن من خلال حماية صوته من أي ضغط أو ابتزاز أو استغلال و قطعاً لأي محاولة تزوير أو تلاعب بالأصوات و الأرقام التي قد تهدد نزاهة و شفافية الانتخابات و بالتالي العملية الديمقراطية ككل. وفي امتحان عسير تدخل أيضا كل القوى و الأحزاب السياسية للبرهنة عن أهليتها و جدارتها في مواكبة الظرفية، و عن شرعيتها بالانتماء للقاعدة الشعبية بدل الاستقواء بمحيط القصر أو بسماسرة الوطن أو بالمخططات المشبوهة، و عن فاعليتها بالمساهمة في الارتقاء بصورة و سمعة الحياة السياسية، و عن قدرتها في تبنّي و تحقيق مطالب و تطلّعات الناخبين. فالأحزاب اليوم أمام عرض و تحت تقييم صارم على مستوى الرؤية و الواقعية و الانفتاح لديها في العمل السياسي فكراً و نهجاً و خطاباً و برنامجاً و كفاءةً و تواصلاً و أداءً في الميادين. أما الشعب فهو في قلب الحدث و التحدي و هذا الاقتراع سيكون بمثابة معيار لقياس وحدات الوعي و منسوب النضج لديه و مستوى فهمه لما يدور محليا و يحاك إقليميا و دوليا. هذا الوعي سينجلي من خلال ثلاث مؤشرات: 1- المشاركة نسبة و فاعلية، 2 - التصويت بالإرادة و الاختيار الحر للحزب السياسي، 3 - اليقظة القصوى لحماية الوطن من الخطف و الصندوق من النصب إلى أن تُعلن النتائج رسميا. فمهما كانت نتائج هذه الاستحقاقات فلن يكون هناك عرسا ديموقراطيا إلا إذا استوفت أولا كل شروط و معايير النزاهة و الشفافية من دون أن تشوب العملية الانتخابية شائبة ثم إذا انتصرت كل المكونات السالفة الذكر للمصالح العليا للوطن على الصغرى و قدمت الصالح العام على الخاص و المجتمع على الفرد. فالوطن بيت للجميع و ثغرة أو ثقب صغير قد يُغرق المركب الكبير. مهتم بالشأن السياسي