أثار خبر مشاركة المستشار الملكي أندريه أزولاي، في حضور مراسم جنازة رئيس الاحتلال الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، الكثير من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دَوَّن العشرات من النشطاء المغاربة منشورات على الموقع الأزرق، تتبرأ من تمثيل أزولاي للمغرب في جنازة السفاح الصهيوني. وانتشر هاشتاغ "أزولاي لا يمثلنا" و"مغاربة ضد التطبيع" بشكل كبير على موقع فيسبوك، حيث كتب الناشط بلال كركيش: "إلى متى هذا الإصرار على التطبيع مع الاحتلال رغم رفض الشعب لذلك؟ أندريه أزولاي هو حر إذا مثل نفسه، أما إذا مثل المغرب فهو ومن أرسله لا يمثلني". واعتبر الناشط حسن الصغير، أن الدولة المغربية تطعن مرة أخرى القضية الفلسطينية وتعاكس توجهات الشعب المغربي، وتبعث بممثل لها لا يمثل إلا نفسه ليحضر جنازة قاتل الأطفال ومهندس المجازر في كل من لبنان وفلسطين، حسب تعبيره. وكتب محمد الميموني على جداره الفيسبوكي: "لكل مغربي غيور على المقدسات على دماء الأبرياء، على الأقصى المستباح كل يوم، لكل شاهد على جرائم الكيان الصهيوني الغاشم، وعلى الصور الشنيعة لدعم الحكام له، رغم رفض الشعوب للتطبيع ! أعلن رفضك لتمثيل أزولاي لك في جنازة الذباح". فيما تأسف ناشط فيسبوكي آخر بالقول: "يا للعار، المغرب أصبح ضمن القائمة السوداء للمعزين للسفاح الصهيوني، تعزية ذاك السفاح باسم المغاربة تطبيع وإهانة، أزولاي لا يمثل المغاربة بل يمثل نفسه". وكتبت مدونة أخرى منشورا جاء فيه: "على أي أساس يمثل الملك في جنازة المجرم والسفاح بيريز، ما الداعي لهذا التمثيل، ما هي الروابط التي تجمعنا بهذا المجرم رئيس كيان مغتصب ومهندس المجازر وصاحب نوبل لسفك دماء الأطفاء والأبرياء، إذا صح هذا التمثيل وهذه المشاركة في جنازة القاتل فإن شرفاء هذا الوطن الغالي لا تمثلهم ولا تمثل المغرب الذي رفض قبل سنتين زيارته لأرض المجاهدين والمصلحين والأطهار، فكيف نرضى اليوم حضور جنازة مجرم حرب". وكانت وسائل إعلام "إسرائيلية"، قد أعلنت أن وفودا عربية ستشارك في جنازة رئيس الاحتلال الإسرائيلي الأسبق بيريز، من بينهم المستشار الملكي أندريه أزلاي، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ومسؤولين عرب آخرين. وأثار نعي شخصيات عربية ل"بيريز" ردود فعل مستنكرة، حيث وصفها كثيرون بأنها تحسين لصورة "إسرائيل" وخيانة للقضية الفلسطينية، وحذّروا من خطورة مثل هذه النشاطات التطبيعية مهما كان مبررها، فيما اعتبر آخرون أن مثل هذه الأحداث تكشف الوجه الحقيقي للعرب وخذلانهم المتكرر للقدس. وأعلن متحدث إسرائيلي وصول وزير الخارجية المصري، سامح شكري إلى تل أبيب، اليوم الخميس، للمشاركة في جنازة رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريز الذي من المنتظر أن يوارى الثرى يوم غد، حسب وكالة الأناضول التركية. المصدر ذاته أكد أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رجحت مشاركة 16 رئيس دولة في الجنازة، وسط إجراءات أمنية مشددة. القناة العاشرة "الإسرائيلية" أكدت أن عددا من دول الخليج ودولة من شمال إفريقيا طلبت الإذن بالمشاركة في الجنازة التي ستقام ل"بيريز" يوم غد الجمعة، مشيرة إلى وجود "اتصالات مع دول من الخليج العربي بينها عمان قد تحضر جنازة بيريز"، فضلا عن الأردن والمغرب ومصر. من جانبه، نعى وزير الخارجية البحريني في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، بيريز، وقال: "أرقد بسلام الرئيس بيريس.. رجل حرب ثم رجل السلام الذي لا يزال غائبا عن منطقة الشرق الأوسط". فيما صرح مسؤولون "إسرائيليون" لوكالة الأنباء الألمانية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم حضور جنازة الرئيس "الإسرائيلي" السابق شيمون بيريز، حيث ذكرت صحيفة "هاآرتس" "الإسرائيلية" أن عباس طلب تصريحا من أجل المشاركة. وأعلن فجر الأربعاء وفاة الرئيس "الإسرائيلي" السابق شمعون بيريز عن عمر ناهز 93 عاما بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية، وتوالت ردود الفعل الدولية والتعازي على وفاة أحد أبرز السياسيين "الإسرائيليين". يُذكر أن بيريز قاد العديد من المجازر الإرهابية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني طيلة مدة تقلده المسؤوليات السياسية في الكيان الصهيوني، من أبرزها مذبحتي قانا الأولى والثانية في لبنان.