لا زالت وفود عربية، أفراد وجماعات، تواصل زياراتها التطبيعية العلنية كما السرية للكيان الصهيوني ودعمها لها، مدعية محاولتها لفتح الحوار مع "إسرائيل" وفتح آفاق لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وكان آخرها عزم دول عربية المشاركة في جنازة رئيس دولة الاحتلال السابق "شيمون بيريز"، حسب منابر إعلامية إسرائيلية. وأثار نعي شخصيات عربية ل"بيريز" ردود فعل مستنكرة، حيث وصفها كثيرون بأنها تحسين لصورة "إسرائيل" وخيانة للقضية الفلسطينية، وحذّروا من خطورة مثل هذه النشاطات التطبيعية مهما كان مبررها، فيما اعتبر آخرون أن مثل هذه الأحداث تكشف الوجه الحقيقي للعرب وخذلانهم المتكرر للقدس. القناة العاشرة "الإسرائيلية" أكدت أن عددا من دول الخليج ودولة من شمال إفريقيا طلبت الإذن بالمشاركة في الجنازة التي ستقام ل"بيريز" يوم غد الجمعة، مشيرة إلى وجود "اتصالات مع دول من الخليج العربي بينها عمان قد تحضر جنازة بيريز"، فضلا عن الأردن والمغرب ومصر. كما أفاد موقع "i24" ا"لإسرائيلي"، أن المغرب "سيرسل أندريه أزولاي أحد مستشاري الملك محمد السادس لحضور جنازة شمعون بيريز"، مؤكدا أن وزير خارجية مصر سامح شكري، "سيمثل بلاده في جنازة شمعون بيريس"، منوها أنه "ليس مؤكد إذا كان السيسي سيحضر بدوره الجنازة أم لا". من جانبه، نعى وزير الخارجية البحريني في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، بيريز، وقال: "أرقد بسلام الرئيس بيريس.. رجل حرب ثم رجل السلام الذي لا يزال غائبا عن منطقة الشرق الأوسط". فيما صرح مسؤولون "إسرائيليون" لوكالة الأنباء الألمانية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم حضور جنازة الرئيس "الإسرائيلي" السابق شيمون بيريز، حيث ذكرت صحيفة "هاآرتس" "الإسرائيلية" أن عباس طلب تصريحا من أجل المشاركة. وأعلن فجر الأربعاء وفاة الرئيس "الإسرائيلي" السابق شمعون بيريز عن عمر ناهز 93 عاما بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية، وتوالت ردود الفعل الدولية والتعازي على وفاة أحد أبرز السياسيين "الإسرائيليين". وأدخل بيريز قسم العناية المركزة في مستشفى "تل هاشومير" شرقي "تل أبيب" منتصف شتنبر الجاري بعد إصابته بجلطة دخل إثرها في غيبوبة. وبعث رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح، محمود عباس أبومازن، برقية تعزية لعائلة الرئيس "الإسرائيلي" السابق شمعون بيريس، صباح اليوم الأربعاء. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، أن أبو مازن عبر فى برقيته عن حزنه وأسفه، مشيرا إلى أنه كان شريكا فى صنع سلام الشجعان، كما بذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة فى حياته، وفق تعبيره. ويعد بيريز آخر القادة المؤسسين "لإسرائيل"، حيث ولد في بولندا عام 1923، وهاجر مع عائلته إلى فلسطين في 1934، وانضم إلى عصابات الهاغاناه وتدرج في مناصب المسؤولية ليصل إلى رئاسة الوزراء في مناسبتين (1984 و1995)، ثم رئاسة "إسرائيل" بين 2007 و2014. وقضى حياته في خدمة المشروع الصهيوني، ويعد من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية، والمسؤول عن مقتل ستة من العرب داخل الخط الأخضر في يوم الأرض عام 1976 ومذبحة قانا في لبنان عام 1996. وخاض بيريز معظم الحروب ضد العرب، ويعد الأب الروحي للبرنامج النووي "الإسرائيلي"، وأسهم بشكل كبير في إنشاء مفاعل ديمونة بعدما جلب المفاعل السري من فرنسا عندما كان مديرا عاما بوزارة الدفاع في الخمسينيات. غير أن دوره في إبرام اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين والسلام مع الأردن أكسبه مكانة دولية كداعية سلام قادته لحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق إسحاق رابين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.