توفي فجر اليوم الأربعاء الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز عن عمر ناهز 93 عاما بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية، وتوالت ردود الفعل الدولية والتعازي على وفاة أحد أبرز السياسيين الإسرائيليين. وأدخل بيريز قسم العناية المركزة في مستشفى تل هاشومير شرقي تل أبيب منتصف شتنبر الجاري بعد إصابته بجلطة دخل إثرها في غيبوبة. وبعث رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح، محمود عباس أبومازن، برقية تعزية لعائلة الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريس، صباح اليوم الأربعاء. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، أن أبو مازن عبر فى برقيته عن حزنه وأسفه، مشيرا إلى أنه كان شريكاً فى صنع سلام الشجعان، كما بذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة فى حياته، وفق تعبيره. ويعد بيريز آخر القادة المؤسسين لإسرائيل، حيث ولد في بولندا عام 1923، وهاجر مع عائلته إلى فلسطين في 1934، وانضم إلى عصابات الهاغاناه وتدرج في مناصب المسؤولية ليصل إلى رئاسة الوزراء في مناسبتين (1984 و1995)، ثم رئاسة إسرائيل بين 2007 و2014. وقضى حياته في خدمة المشروع الصهيوني، ويعد من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية، والمسؤول عن مقتل ستة من العرب داخل الخط الأخضر في يوم الأرض عام 1976 ومذبحة قانا في لبنان عام 1996. وخاض بيريز معظم الحروب ضد العرب، ويعدّ الأب الروحي للبرنامج النووي الإسرائيلي، وأسهم بشكل كبير في إنشاء مفاعل ديمونة بعدما جلب المفاعل السري من فرنسا عندما كان مديرا عاما بوزارة الدفاع في الخمسينيات. غير أن دوره في إبرام اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين والسلام مع الأردن أكسبه مكانة دولية كداعية سلام قادته لحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ومن المقرر أن يسجى جثمانه غدا الخميس في مقر الكنيست لإلقاء نظرة عليه، على أن تشيع جنازته بعد غد الجمعة. وتوالت ردود الفعل الدولية والتعازي عقب وفاة بيريز، فقد وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه "رجل الدولة الذي اعتمد في التزامه من أجل الأمن والبحث عن السلام على قوته المعنوية الثابتة وتفاؤله الراسخ". وأشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ببيريز، ووصفه بأنه أحد "أشد المدافعين عن السلام" و"صديق وفي لفرنسا"، بينما قال الرئيس الألماني يواكيم غاوك إن بيريز "ترك أثرا في إسرائيل أكثر من أي سياسي آخر، وخدم بلده في وظائف عدة بمبادئ صلبة عندما يكون الأمر متعلقا بأمن إسرائيل، وبإرادة قوية عندما يكون الأمر مرتبطا بدفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدما" وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المدارس الإسرائيلية سوف تخصص اليوم ساعة في بداية اليوم الدراسي للحديث عن حياة الرئيس الإسرائيلي السابق.