ما نسمعه اليوم ونراه من حملات مسمومة ضد نساء ورجال التربية والتكوين … يوجب التذكير بقول الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا فرجاء تكلموا باحترام وتقدير عن هاته الأسرة التي تبني المجتمع من أساسه، هي التي تشكل ما يناهز 340.000 أستاذا وإداريا، فإن ظهرت بعض معالم الفساد القليل في جسمه فلن يكون الخطر الذي يؤتي على الذات كلها؛ لأن الذي سيقتل الذات بروحها هي الحملات المسمومة غير المحسوبة العواقب من أناس لم يخبروا المهنة ومتاعبها من الداخل. فأطر المنظومة غير مسؤولة عن ارتجالية تدبير القطاع لسنوات؛ أطر لم تشرف على هدر الزمن المدرسي والسياسي وكذا على التبذير المالي في مجموعة من الأكاديميات والجامعات، أطر لم تأخذ القرار ونقيضه، أطر تعاني من الاكتظاظ من السلك الأول ابتدائي إلى التعليم الجامعي، أطر لا تساهم في اختيار مسؤوليها: مديرا وناظرا وحارسا عاما وعميدا ورئيس جامعة، أطر مصالح حياتها الإدارية غالبا ما تعطل باستمرار، أطر تخضع لمزاجية المسؤول وهواه في كثير من الأحيان، أطر عانت من قرارات وزراء سببت في ارتباك المنظومة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا … ولا تنسوا جميعكم أنكم كنتم تلاميذ وطلاب عند أفراد الأسرة؛ فما هكذا تدبر قضايا التربية والتكوين أيها السادة. نخاف من ردود الأفعال على ما تدعون. وبالمناسبة إن كان بين هاته الأسرة فاسد فاقصدوه مباشرة دون ضجيج يفقد المهنة تقديرها واحترامها ويزلزلها من الداخل، ولا تخلطوه مع أكثرية المخلصين الوطنيين… لقطاع التربية والتكوين خصوصيات كثيرة في مقدمتها أنه لا يمكن أن يدبر بالمذكرات والدوريات والتفكير الانفرادي في المكاتب الفاخرة بل يدبر بالتواصل وحسن الاستماع والإنصات والإقناع والاتفاق والإلتزام… فاعتبر