في الوقت الذي أقحم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتحولين جنسيا مرة أخرى في الصراع بين القيم المحافظة والليبرالية بالمجتمع الأمريكي، يعكف علماء الوراثة على إعداد بحث كبير يكشف أسرار الهوية الجنسية. وتتعاون خمس مؤسسات بحثية أوروبية وأمريكية، من بينها المركز الطبي بجامعة فاندربيلت وجامعة جورج واشنطن ومستشفى بوسطن للأطفال، في دراسة عن الخريطة الوراثية "الجينوم" بحثا عن أدلة تجيب على السؤال التالي.. هل يولد المتحولون على هذه الشاكلة؟. وقدمت أبحاث عن المخ استمرت نحو 20 عاما تلميحات عن وجود سبب بيولوجي وراء هذه الحالة الطبية، لكن دون براهين قاطعة. ولكن يبدأ الآن علماء في المؤسسات الخمسة ما يصفونه بأكبر دراسة من نوعها بحثا عن مكون جيني يشرح سبب هذه الحالة. واستخلص الباحثون الحامض النووي "دي.إن.إيه" من عينات دم لعشرة آلاف شخص منهم ثلاثة آلاف متحول جنسيا، وينتظر المشروع منحا مالية للشروع في المرحلة التالية: وهي دراسة نحو ثلاثة ملايين من الواسمات بيولوجية أو الاختلافات الجينية في الجينوم في كل العينات. وبمعرفة الاختلافات الجينية المشتركة بين المتحولين ومقارنتها بغيرها عند غير المتحولين الذين شاركوا في الدراسة، فقد يصل الباحثون إلى فهم الدور الذي يلعبه الجينوم في الهوية الجنسية لكل فرد. وقالت ليا ديفيس، المشرفة على البحث والأستاذة المساعدة بمعهد فاندربيلت للجينات، "إذا كان التحول جينيا في الأساس إذا فالناس الذين يعرفون بأنهم متحولون سيشتركون في كثير من خصائص الجينوم ليس لأنهم أعضاء أسرة واحدة (أب وأم وأبناء)، ولكن لأنهم مرتبطون في أنساب أقدم". وأخذ البحث عن الأسانيد البيولوجية للتحول الجنسي بعدا جديدا بعد احتدام المعركة على حقوق المتحولين في المشهد السياسي الأمريكي.
وكان أحد قرارات إدارة ترامب إلغاء توجيهات من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للمدارس العامة بالسماح للطلاب المتحولين جنسيا باستخدام أي دورات مياه يختاروها. وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب في تغريدة على تويتر إنه "ينوي حظر الخدمة في الجيش على المتحولين جنسيا".