يقول علماء بريطانيون يعكفون على تحليل رفات عمره 500 عام عثر عليه تحت موقف للسيارات إنه تأكد الآن بما لا يدع أي مجال للشك أن هذا الرفات يخص الملك ريتشارد الثالث وأنه كان أشقر اللون ذا عينين زرقاوين. وقال الباحثون وهم من جامعة ليستر عن نتائج الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر كومينيكيشنز) إن تحليل الحمض النووي (دي ان ايه) أوضح تماثلا بين الملك ريتشارد الثالث وعدد من أقاربه من أنسال العائلة في العصر الحالي. وخلصت الأبحاث التي أجريت على رفات الملك أن هناك قطيعة وراثية بين الملك ونسله وبين عائلة الملك البريطانية الحالية إليزابيث، ما يدفع لطرح عدة تساؤلات حول شرعية الملكية البريطانية منذ هنري الرابع وكل عائلة تيودور انتهاء إلى الملكة إليزابيث!! وحسب وكالة رويترز فإن علماء آِثار عثروا على رفات الملك ريتشارد الثالث تحت موقف للسيارات تابع للمجلس البلدي لمدينة ليستر بوسط انجلترا في عام 2012 فيما حدد خبراء من الجامعة فيما بعد أنه يخص الملك ريتشارد الثالث وهو آخر ملك انجليزي يقتل في معركة. وفي ورقة بحثية نشرت في سبتمبر الماضي تمكن العلماء من كشف النقاب تفصيليا عن كيفية مقتل الملك ريتشارد في سن 32 وهو يذود عن عرشه في معركة بوسوورث فيلد عام 1485 وقالوا إنه ربما يكون قد تلقى ضربة على رأسه أودت بحياته وإنه كان بلا خوذة آنئذ. وفي الدراسة الجديدة التي أشرفت عليها خبيرة الوراثة توري كينج جمع العلماء الحمض النووي من أقارب على قيد الحياة للملك ريتشارد الثالث وحللوا عدة واسمات جينية -بما في ذلك الجينوم (الخريطة الوراثية) في الميتوكوندريا بالخلية- التي تم توارثها عبر الاجيال فضلا عن واسمات الكروموسوم ص (واي) المحدد لجنس الذكور. ووجد الباحثون أنه في حين تم رصد اختلاف في الواسمات الجينية للكروموسوم ص (واي) إلا ان جينوم الميتوكوندريا كان متشابها بين الرفات وجينات الاقارب. وأتاح ذلك للعلماء التأكد من ان وندي دولديج هي ابنة أخي الملك ريتشارد الثالث – وبينهما 18 جدا – وان مايكل ابسن هو ابن أخت الملك وبينهما 16 جدا. واستخدم الفريق البحثي الواسمات الجينية أيضا لتحديد لون شعر الملك وعينيه وتوصلوا إلى أنه كان أشقر اللون في صباه على ما يبدو وكان له عينان زرقاوان. وقالت كينج إن فريقها البحثي على يقين بنسبة 99.999 في المئة من أن الرفات الذي عثر عليه يخص الملك ريتشارد الثالث ليسدل الستار بذلك على قضية تعرف باسم "الشخص المفقود". وقالت كينج "تتناول دراستنا جميع الجوانب الوراثية وتلك الخاصة بشجرة النسب… وهي الأولى التي تجمع معا جميع فروع الأدلة. وحتى مع تحليلنا المتحفظ للغاية ظلت الأدلة دامغة على أنه حقا رفات الملك ريتشارد الثالث".