تسببت طريقة توزيع الدعم على المهرجانات والتظاهرات الفنية بالمغرب من اللجنة الخاصة التي تم استحداثها لهذا الغرض قبل سنتين من طرف وزارة الاتصال بشراكة مع المركز السينمائي المغربي، غضب عدد من مدراء تلك المهرجانات بسبب ما أسموْها عملية "المحاباة" في طريقة توزيع الدعم. وفي هذا السياق، عبر رئيس مهرجان السينما والهجرة بأكادير إدريس مبارك عن تفاجئه من حجم الدعم الذي تم تخصيصه للمهرجان، معتبرا أن هذا الدعم هو دعم مجحف ولا يعكس قيمة المهرجان والإشعاع الذي حققه في السنوات الماضية، باعتباره أهم المهرجانات بأكادير. وأوضح مبارك في تصريح لجريدة "العمق"، أن المهرجان استطاع خلال دوراته ال 14 السابقة أن يكون متنفسا ثقافيا وفنيا لساكنة مدينة أكادير والنواحي، عبر عرضه لأفلام متنوعة وتنظيمه لأنشطة موازية طيلة أيام المهرجان، وذلك بالإضافة إلى المسابقة الرسمية للمهرجان التي يتم من خلالها منح جوائز هامة للفائزين. وشدد على أن الدعم الذي خصصته لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية لمهرجان السينما والهجرة لا يتناسب والمكانة التي يحظى بها المهرجان، حيث حصل على 13 رعاية سامية منذ انطلاقته سنة 2004. وعبر مبارك عن أمله في ألا يخضع أمر دعم المهرجانات الفنية بالمغرب ل "المزاجية" والتكريس لمفاهيم الهامش والمركز، مشيرا إلى أن المهرجان فتح من خلال دوراته المختلفة آفاقا عدة لعدد من الممثلين والمخرجين من أجل الانطلاقة المهنية الحقيقية لمسارهم الفني داخل وخارج المغرب. من جهته عبر عزيز خوداري المدير الفني للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء عن أسفه لقيمة الدعم الذي منحته اللجنة للمهرجان، معتبرا أن الدعم الممنوح لا يعكس القيمة الفعلية المهرجان، منتقدا في السياق ذاته طريقة عمل اللجنة، حيث قامت خلال السنة الماضية بخصم حوالي 4 ملايين سنتيم من قيمة الدعم الذي كان المهرجان يتلقاه في السنوات الفارطة. وأوضح خوداري في تصريح لجريدة "العمق" أن لجنة الدعم خصمت 4 ملايين سنتيم من قيمة الدعم المخصص للمهرجان بالرغم من أنها لم ترسل أي لجنة لافتحاص مالية المهرجان في دورته السابقة، مشددا على أن مهرجان زاكورة لا يقل قيمة عن المهرجانات التي يتم منحها مبالغ مالية قد تصل حتى 100 مليون سنتيم. وشكك المصدر ذاته في المعايير التي تعتمدها اللجنة في منحها للدعم للمهرجانات المختلفة، مضيفا أنه "إذا كانت اللجنة تعتمد على دفتر التحملات من أجل منح الدعم للمهرجان فإن المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء يحترم بشكل كبير ما ورد بدفتر التحملات بشكل كبير أكثر من بعض المهرجانات الأخرى التي تحصل أحيانا على أضعاف ما يحصل عليه المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء". وأبرز أن "الدعم المخصص للمهرجان لا يراعي معيار العدالة الجهوية المتضمن في دفتر التحملات"، مشيرا أن الدعم المخصص لمهرجانات جهة درعة الأربع لا يتجاوز مبلغ 25 مليون سنتيم، في الوقت الذي تحصل فيه جهة طنجةتطوان على أكثر من مليار سنتيم، ومهرجانيْن بالرباط يحصلان على 220 مليون سنتيم، مضيفا أن المهرجانات التي تسمى كبيرة لا تحتاج لدعم الوزارة لأنها تتوفر على جهات داعمة كبيرة. وشدد على أن المهرجانات الأخرى البعيدة على المركز هي التي تكون في أمس الحاجة للدعم، لأنها لا تتوفر على جهات داعمة بإمكانها تغطية الخصاص المالي الذي تعانيه جراء قيمة الدعم الهزيل الذي تحصل عليها من طرف المركز المهني السينمائي، مبرزا بعض المهرجانات تحصل على دعم أكثر لأن الواقفين وراءها قريبون من مراكز القرار ولهم نفوذ. وشدد المصدر ذاته على أن مسؤولو المهرجانات تفائلوا خيرا من إحداث لجنة الدعم من أجل تجاوز ما كان يحدث في الماضي من تجاوزات كبيرة أثناء منح الدعم، مسجلا أن ما يحدث الآن بلجنة الدعم يثبت مرة أخرى أنه توجد "محاباة" ومعايير أخرى في منح الدعم بعيدا عما تتضمنه دفاتر التحملات، مشيرا إلى أنه لا شيء تغير عن العهد السابق، وأن اللجنة لم تغّير شيئا. وفي سؤال لجريدة "العمق" عن الدور الذي تقوم به فيدرالية المهرجانات الدولية للسينما بالمغرب التي أحدثها مسؤولو المهرجانات من أجل الدفاع عن تفعيل المعايير المتواجد بدفتر التحملات، قال خوداري إن المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بدأ يسائِل نفسه عن جدوى عضويته في هذه الفيدرالية، مشيرا أنهم يفكرون في مراجعة عضويتهم داخل الفيدرالية "لأنه يبدو أنها لم تقم بشيء من أجل المهرجانات، وبالتالي فإن أهدافها كانت في خدمة شخص واحد فقط"، يقول المتحدث ذاته. وفي الإطار ذاته، عبر بنيونس بحكاني مدير مهرجان السعيدية السينمائي عن امتعاضه من حجم الدعم الذي خصصته اللجنة للمهرجان، مشيرا أنه شعر شخصيا ب "الحكرة" من قيمة الدعم، رغم أن مهرجان السعيدية السينمائي يعد من بين الملتقيات الفنية المهمة في المغرب، ويقدم خدماته لأزيد من 800 ألف مغربي من سكان مدينة السعيدية وزوارها. واستغرب بنيونس في تصريح لجريدة "العمق" من تصرف لجنة الدعم اتجاه مهرجان السعيدية السينمائي، مشيرا أن اللجنة ذاتها نوهت السنة الماضية بالمهرجان باعتباره يشتغل بشكل احترافي، مضيفا أن المهرجان وصل إلى دورته الثالثة بمجهوداته الخاصة وشكل قبلة لعدد من المخرجين وطنيا ودوليا، مشددا على أن مدينة بحجم السعيدية تحتاج دعما أكثر.