اقتحمت قوات الأمن صباح اليوم الإثنين، الحرم الجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، لفض احتجاجات طلبة الاقتصاد الذين قاطعوا الامتحانات الاستدراكية للمرة الثانية، واعتقلت عددا منهم. وكشف أحد الطلبة المقاطعين في اتصال لجريدة "العمق"، أن عناصر الأمن تدخلت بالقوة لوقف احتجاجات الطلبة وفتح أبواب المدرجات والقاعات لمنع مقاطعة الامتحانات، مشيرا إلى أن التدخل أسفر عن إصابة عدد من المحتجين واعتقال 13 منهم. وأضاف الطالب عدنان إمهدا، أن قوات الأمن مازالت ترابط داخل الكلية لمنع أي محاولة لمقاطعة الامتحانات بملحقة الكلية بمسنانة، لافتا إلى أن الطلبة مصرين على المقاطعة ومازالوا يحتجون ويرفعون شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين، مهددين بتصعيد احتجاجاتهم إذا لم تستجب الكلية لمطالبهم. وأوضح المتحدث ذاته، أن عددا من قادة الاحتجاجات داخل الكلية، توصلوا باستدعاءات مكتوبة من طرف الأمن للتحقيق معهم، بعدما أعلن عميد الكلية رفعه شكايات ضد الطلبة المحتجين، مضيفا أن الطلبة يعتبرون أنهم معرضين للخطر داخل الحرم الجامعي بسبب التدخلات الأمنية، مناشدين الهيئات الحقوقية والمدنية بالتدخل لوقف ما وصفوها ب"المهزلة". وأعلن الطلبة المحتجون مقاطعة الامتحانات الاستدراكية التي كان يفترض انطلاقها اليوم الإثنين، بعدما قاطعوها في المرة الأولى قبل 10 أيام من الآن، حيث يحتجون منذ أسبوعين بسبب ما يعتبرونه "اختلالات" تعيشها الكلية، متهمين إدارة الكلية برفض الحوار معهم. ويعتبر الطلبة المقاطعون أن الإدارة وبعض الأساتذة "يستخفون بهم" بمنحهم نقاطا متدنية لا تتعدى 10 على 20 في أفضل الحالات، مشيرين إلى أن أغلب النقاط تتراوح بين 3 و5 على 20، وهو ما يحرمهم من اجتياز مباريات ولوج المعاهد العليا في الاقتصاد. ويطالب المحتجون ب"إلغاء النقطة الإقصائية، وعدم فرض الكتب سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والقطع مع كل مظاهر الابتزاز والمحسوبية وفرض الساعات الإضافية من أجل استيفاء الوحدة، مع الحق في إضافة ثلاث وحدات ابتداء من السنة الثانية، وإعادة تصحيح امتحانات الدورة العادية بشكل شفاف ونزيه، وانطلاق الدراسة وحضور الأساتذة في الوقت القانوني، مع اعتماد الشهادة الطبية لمنح فرصة الاستدراك للطلبة". وكان بلاغ للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالكلية المذكورة، قد اتهم مجلس الكلية ب"نسف" جلسة الحوار التي جمعتهم بممثلي الطلبة من أجل مناقشة الأوضاع بالكلية، مشيرا إلى أن الإدارة "تتعنت" في الاستجابة لمطالب الطلاب، حيث "لم يحضر اللقاء إلا أستاذ واحد مسؤول بالإدارة جاء مصحوبا بالمحضر المتضمن للنقط المتفق عليها، في حين غاب العميد عن اللقاء رفضا للتوقيع، وسط استنكار بعض الأساتذة"، وفق تعبير البلاغ.