تسربت معلومات من مصادر متطابقة من داخل حزب الاستقلال، تفيد بأن حميد شباط الأمين العام للحزب، استشاط غضبا فور علمه بحضور نزار بركة للقاء نظمه أنصاره ومؤيدوه بمدينة فاس بداية الأسبوع الجاري، والتي يعتبرها قلعته التي يستحيل على خصومه اقتحامها. وأكد أحد أعضاء حزب الميزان بالعاصمة العلمية صحة هذه الإفادات، مضيفا أن المفتش الإقليمي بمدينة فاس عقد لقاءات جانبية مع بعض أنصار شباط، وأجرى اتصالات هاتفية بآخرين شدد من خلالها على ضرورة التعبئة والتجنμد لإنجاح اللقاء التواصلي الذي تقرر تنظيمه بالعاصمة العلمية اليوم السبت بالمركب الثقافي الحرية برئاسة حميد شباط، بغرض "التشويش" على اللقاء الذي عقده نزار بركة، وللتأكيد على أن التنظيم الاستقلالي بمدينة فاس عصي على الاختراق ولن يحيد عن الولاء لشباط. وفي السياق ذاته، اعتبر محمد الزاز النائب البرلماني السابق لحزب الاستقلال، والذي استضاف لقاء نزار بمنزله، بأن "شباط لا يريد أن يصدق بأن الاستقلاليين يريدون تغييره من على قمة الحزب، وأنهم قرروا ألا يظلوا رهينة لمواقفه المزاجية وتوجهاته الطائشة"، على حد تعبيره. وبخصوص اللقاء الذي سينظمه شباط اليوم السبت، أكد محمد الزاز بأن أغلبية الاستقلاليين لن يحضروا هذا النشاط "الاستعراضي"، والذي يندرج في إطار ردة الفعل ليس إلا، وبأن المعلومات التي يتوفر عليها تفيد بأن أنصار شباط يتوسلون إلى معارفهم وأصدقائهم الذين لا علاقة لهم بالعمل السياسي مساعدتهم على حشد حضور مكثف تحسبا لأية مفاجأة، خصوصا في هذه المرحلة التي تعرف نفور المواطنين من أنشطة الأحزاب السياسية. وارتباطا بالموضوع صرح أحد أعضاء الشبيبة الاستقلالية بمدينة فاس، أن شباط سيكون مخطئا إذا أعتقد أن بمثل هذه اللقاءات وفق أساليب الماضي في جمع الحشود بأي وسيلة كانت، سيكفر عن أخطائه القاتلة، وشدد على أن المطلوب منه هو تقديم نقد ذاتي لتجربته المثيرة للجدل على رأس الحزب والنقابة، وترك الفرصة أمام قائد جديد بإمكانه إعادة الأمور إلى نصابها، خصوصا وأن حزب الاستقلال يتوفر على رأسمال بشري وموارد تؤهله لاسترجاع مكانته في صدارة المشهد السياسي. يذكر أن نزار بركة عقد مطلع الأسبوع الجاري لقاء تواصليا بمدينة فاس معقل حميد شباط، حضرته أهم الوجوه الاستقلالية وعدد كبير من المنتخبين أنصار شباط في السابق، بغية التعرف على توجهاته في إدارة الحزب، استعدادا المؤتمر الوطني المقرر تنظيمه أواخر شتنبر المقبل.