بدأ الإعصار الضخم "باتريسيا" الذي يعتبر أعنف إعصار يسجل في التاريخ، باجتياح غرب المكسيك، وأعلنت السلطات حال التأهب، مؤكدة أنها اتخذت الإجراءات الاحترازية في المناطق الأكثر عرضة للخطر، وأجلت السكان والسياح من هذه الأماكن، وعمدت إلى إغلاق المرافئ والمدارس. وتعيش المكسيك منذ أمس الجمعة حالة التأهب تحسبا لوصول الإعصار المهول الذي يهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية، في وقت عرضت مجموعة من الدول مساعداتها على الحكومة المكسيكية، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفينزويلا وكوريا الجنوبية. وأكد مدير المفوضية الوطنية للمياه "روبرتو راميريز" في تصريح تلفزيوني، حسب ما نقلته وكالة رويترز، أن عين الإعصار دخلت في "ايميليانو زاباتا"، الواقعة في ولاية خاليسكو (غرب) والتي تبعد 95 كلم عن ميناء مانزانيلو الكبير. وأضاف أن سرعة الرياح المصاحبة للإعصار قبيل ساعات من دخوله البر المكسيكي بلغت 325 كلم/ساعة، وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجل في التاريخ، قبل أن تعود وتتراجع قليلا إلى 305 كلم/ساعة. وبعيد دخوله البر المكسيكي تراجعت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار لتصل إلى 270 كلم/ساعة، ولكن هذا لم يفقده تصنيفه إعصارا من الفئة الخامسة، الأعلى على سلم "سافير- سيمبسون" لقياس الأعاصير، بحسب خبراء الأرصاد الجوية. وكتب الرئيس المكسيكي "انريكي بينا نييتو" في تغريدة على "تويتر" مخاطبا سكان المناطق المعرضة للخطر أن "الإعصار باتريسيا أصبح على الساحل المكسيكي، لا تخرجوا، احتموا واتبعوا إرشادات الحماية المدنية". وأضاف "نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل. سيكون علينا أن نواجه أوقاتا عصيبة (...) البلاد تواجه خطرا كبيرا"، مشيرا إلى أن أولوية الحكومة هي "حماية أرواح المكسيكيين وإنقاذها". هذا وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه للمكسيك في مواجهة الإعصار، مؤكدا أن خبراء في الكوارث الطبيعية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو اس ايد" موجودون "في مكان الحدث ومستعدون للمساعدة". بدوره، عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الإعصار المدمر، وقال "نحن متضامنون مع المكسيك، نضع أنفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في هذا الوقت".