حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها من مخاطر أزمة الخليج الحالية، قائلة إن المستفيد الأول والأخير من حصار دولة قطر هما تنظيم الدولة وإيران. وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21″، إلى أن التحالف السعودي الإماراتي فرض بداية شهر يونيو حصارا جويا وبريا وبحريا على قطر، وقطعت دول أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ بتهمة دعم الإرهاب. وتناقش الصحيفة قائلة: "بحسب معظم التقارير، فإن الحرب ضد تنظيم الدولة وصلت إلى نقطة تحولها الكبرى، حيث باتت قوات التنظيم الإرهابي في حالة تراجع في كل من العراقوسوريا، وللأسف، فإن العالم العربي، الذي يجب أن يحضر لهجوم متماسك على الجهاديين، منخرط في تناحر يستنزف الطاقة". وتقول الافتتاحية إن "السعودية قدمت للجارة قطر قائمة من المطالب، التي لا علاقة لها بالحرب الدولية على الإرهاب، وتثير انقساما كبيرا في الشرق الأوسط، وكان الإنذار الذي وضعته الرياض قد انتهى في الليلة الماضية، وعلى الأطراف كلها إظهار أن الوحدة العربية ليست مجرد سفسطة؛ لأن البديل سيكون التصعيد الخطير، الذي يعرض تدفق الغاز والنفط العالمي للخطر، ويؤثر في الحرب ضد الإرهاب". وتضيف الصحيفة أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كانت زيارته الخارجية الأولى للرياض، حيث تم الاحتفاء به، ويبدو أنه (بصم) موافقا على الطموحات السعودية الإقليمية، لم يشجع الرئيس السعوديين فقط لأنه كان يريد اصطفافا واسعا في القتال ضد تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى، لكن لأنه كان يريد احتواء النشاطات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط". وتلفت الافتتاحية إلى أن "السعودية، التي جرأها الدعم الأمريكي، قامت مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، وتحولت ضد قطر، وطلبت من الإمارة الحد من علاقاتها مع إيران، وقطع علاقاتها مع الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية، وإغلاق قناة (الجزيرة)، وإنهاء العلاقات كلها مع المعارضين السياسيين لها في الدول العربية الأخرى، وأن تتبع في سياستها الخارجية والعسكرية والاقتصادية سياسات الدول الأخرى، والموافقة على تدقيق مالي شهري لفحص تصرفاتها، وقام التحالف بفرض حصار جوي وبري وبحري على قطر حتى تذعن لمطالبه، ولم يتحدث هؤلاء، على الأقل علانية، عن الإجراءات التي سيقومون بها في حال لم تستجب قطر لمطالبهم". وتقول الصحيفة إن "قطر أغضبت جيرانها لأنها راهنت، على أمل أن تكون في الجانب الصحيح، على الثورات العربية الجديدة، ومارست تأثيرا على حركة حماس؛ من أجل التأثير على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويقول (يزعم) السعوديون إنها استقبلت عناصر من الحرس الثوري الإيراني، ودعمت جماعات تنظيم القاعدة في سوريا". وتعلق الافتتاحية قائلة: "ومع ذلك، فإن المطالب التي وضعت من المستحيل على دولة ذات سيادة أن تلتزم بها، فإسكات قناة تلفزيونية لن يحقق أي شيء، وما تهدف منه المطالب هو تأكيد التبعية الكاملة لإرادة السعودية، وتأكيد الرقابة المالية المنظمة لا يهدف إلا لإهانة الأمير". وترى الصحيفة أن "النزاع يستدعي تدخلا خارجيا، إلا أن وقوف ترامب مع السعوديين جعل من مهمة وزير خارجيته مستحيلة، وللولايات المتحدة قاعدة عسكرية مهمة قي قطر، ولو تم نقلها إلى مكان آخر فإن هذا سيؤدي إلى إبطاء الحرب ضد تنظيم الدولة". وتنوه الافتتاحية إلى أن "الكوبت حاولت إيصال رسالة للطرفين، إلا أنها لم تحقق شيئا حتى الآن، ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، قطر للتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية، والقبول ببعض المطالب السعودية، إلا أنه عبر عن (قلقه) من الحصار السعودي". وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "التوتر لم ينخفض، ولو تم طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي فإنه سيتم دفعها بقوة لأحضان إيران، وهي نتيجة لن تخدم إلا رجال الدين في طهران، ويجب في هذه الحالة أن تتصرف السعودية وقطر بعقلانية قبل أن يفوت الوقت"