في إطار برنامج الأبواب المفتوحة تخليدا للذكرى 63 لليوم الوطني للمقاومة، نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بيوكرى زيارة تربوية تثقيفية لفائدة نادي بيودراما للمسرح وفنون العرض التابع للمركز المغربي أجيال للتكوين والتنشيط. وتضمن برنامج الزيارة مجموعة من الفقرات أهمها إلقاء محاضرة علمية حول حياة الشهيد البطل محمد الزرقطوني بعنوان: "قصة بطل اختار الرحيل مبكرا حفاظا على أسرار المقاومة السرية المغربية" من تأطير الباحثة بهيجة حيلات والباحث عمر نايت صالح. وفي تصريح له قال السعيد خمري مدير فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بيوكرى: "هذا النشاط نظمه الفضاء بشراكة مع المركز المغربي أجيال للتكوين والتنشيط بيوكرى، يأتي بالتزامن مع ذكرى اليوم الوطني للمقاومة، المقترن بذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني في 18 يونيو 1954، والوقفة التاريخية لمحمد الخامس أمام قبر الشهيد 18 يونيو 1956".
ويهدف النشاط حسب خمري إلى "إبراز الأهمية التي يكتسيها هذا اليوم في ذاكرتنا الوطنية، وإلى التعريف بمسار حياة الشهيد محمد الزرقطوني كأيقونة للمقاومة المغربية، واستحضار ملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الإستقلال والوحدة الترابية، وذلك بهدف ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة في صفوف الشباب والناشئة والأجيال الصاعدة، وتحفيزهم على العطاء والعمل الجاد". من جانبه الأستاذ عمر نايت صالح رئيس المركز المغربي أجيال للتكوين والتنشيط قال إن "أعضاء ومنخرطي المركز أبوا إلا أن يشاركوا أطر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير في الإحتفال بهذه الذكرى العزيزة، ذكرى استشهاد رمز المقاومة المغربية البطل الزرقطوني، وذلك بهدف اطلاع الشباب على تاريخ وطنهم الغني، وعلى أبطال ضحوا وجاهدوا واستشهدوا في سبيل الوطن والكرامة". وأضاف: "الحمد لله تحقق الهدف من هذه النشاط الذي تضمن مجموعة من الفقرات تمكن من خلالها الطاقم الإداري المسير للفضاء من السفر بنا عبر التاريخ من خلال مجموعة من الأحداث الوطنية، التي عرفها المغرب منذ توقيع معاهدة الحماية إلى جانب وفقات حول حقب أهم السلاطين والملوك الذين تناوبوا على حكم الوطن. كما تميزت الزيارة أيضا بإلقاء محاضرة علمية حول حياة الشهيد الزرقطوني التي من خلالها لامسنا حقائق هامة حول البطل المقاوم وخططه الحكيمة في مواجهة المستعمر الغاشم، ورفع كرامة الوطن والمواطن المغربي". وحول مدى استفادتها من برنامج الزيارة قالت المنخرطة سعيدة أيت ابن سعيد، 18 سنة ثانية باكلوريا المنخرطة بنادي بيودراما للعرض المسرحي التابع للمركز المغربي أجيال للتكوين والتنشيط أن: "الزيارة شكلت فرصة ثمينة لها للتعرف عن قرب على تاريخ المغرب المعاصر بصفة عامة، وتاريخ إقليم اشتوكة أيت باها بصفة خاصة". وفي هذا الصدد صرح زميلها التلميذ ناصر الدين الزاكي :"جئنا إلى الفضاء من أجل الاستفادة وإغناء معارفنا التاريخية. والحمد لله راكمنا العديد من المعطيات في هذا الصدد، وتمكنا من التعرف عن المسار النضالي للشهيد الزرقطوني، الذي كنا نجهله وكان اسمه مرتبط في مخيلتنا، فقط بالشارع الشهير المتواجد بالدار البيضاء إلى جانب بعض المؤسسات التربوية التي نصادفها من حين لآخر". مضيفا "اليوم أغنينا الجانب الوطني فينا خاصة بعد تعرفنا إلى حياة الشهيد وأفكاره الوطنية والخصال الحميدة التي تميز بها من تضحية ونكرات الذات"، داعيا بالمناسبة الشباب إلى البحث في ثقافتهم والاهتمام بتاريخهم على اعتبار أن التاريخ مجال خصب لاستمداد مجموعة من العبر لبناء المستقبل. الجدير بالذكر أن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة بيوكرى هو مؤسسة تربوية تثقيفية تابعة إداريا للمندوبية السامية لقدماء المقاومين، تم إحداثه سنة 2011، بهدف التعريف وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، وقد دأب على تنظيم هكذا أنشطة تخليدا للذكريات الوطنية الخالدة.