نقرأ لهم دون أن نعرف تقاسيم وجوههم ولا ملامحهم، يكتبون لنا وعنا وقائع وملاحم، يخوضون "في عمق" المجتمع، في ثنايا الذات وفي قعر الذاكرة، يرسمون واقعنا ووعينا ولاوعينا بأقلامهم، بالألم حينًا وبالأمل حينا آخر. هم حملة الأقلام الذين امتهنوا المتاعب عن طواعية وقدر محتوم، هم الذين انصهروا في رحاب صاحبة الجلالة حد الذوبان. التقيناهم بعيدا عن مكاتبهم .. قريبا من القارئ، حيث تم قلب الأدوار والوضعيات وتجريب مواجهة السؤال الذي هو زاد الصحافي. وفي خضم البحث عن الجواب تحدثنا عن الطفولة وتفاصيل الحياة الشخصية في بوح صريح. نستضيف في الحلقة 17 من هذه السلسلة الصحفية بموقع 2M شيماء عصفور. ما الذي تتذكرينه عن طفولتك؟ أتذكر شغبي الطفولي، أتذكر كيف كنت دائما أذهب للمدرسة لأعود بعدها لبيتنا، وأضع محفظتي أرضا، ثم أتوجه إلى البهو حيث كنت أحمل عصا وأرتدي وزرتي وأشرع في تدريس وسائد "الصالون" على أساس أنهم تلامذتي وأبدأ في تقليد معلمتي "بشرى" التي كنت أعزها آنذاك، وكانت قد أثرت في شخصيتي كثيرا. كيف جاء التحاقك بالصحافة؟ عندما حصلت على شهادة الباكالوريا، كنت حائرة بين أمرين، "التعليم والصحافة"، كانت لدي رغبة جامحة في أن أصير أستاذة تدرس اللغة الإسبانية ودائما ما شجعني أساتذتي على المضي في هذا الطريق، درست سنة أولى بعد الباكالوريا في الاقسام التحضيرية للآداب والعلوم الإنسانية بمكناس لكن مشاكل طرأت آنذاك أدت إلى إغلاق هذه الأقسام بصفة نهائية مع منحنا معادلة لاستكمال دراستنا بالجامعة تخصص لغة فرنسية، وبعد حوار داخلي بيني وبين نفسي قلت "لعل ذلك خير لكي أعود إلى اختياري الثاني وهو الصحافة"، بعدها اجتزت مباراة المعهد العالي للإعلام والاتصال، ودرست فيه لمدة 3 سنوات وحصلت على الإجازة في الإعلام والاتصال. هل كنت تتوقعين يوما أن تصيري صحافية؟ مادامت الصحافة كانت من اختياراتي فشيء طبيعي أن أقول بأنه كنت أتوقع أن أصير صحافية. بعيدا عن الصحافة، ماهي اهتماماتك الأخرى؟ صراحة لا يمكن الحديث عن اهتماماتي بعيدا عن الصحافة، لأن عالم الصحافة نافذة تطل بك إلى كل هذه الأشياء "السياسة والثقافة والرياضة والمجتمع والاقتصاد" فاهتماماتي مرتبطة بهذه المهنة. ما هي المدينة الأقرب إلى قلبك؟ قلبي مرتبط بمدينة الرباط. مدينة في كل زقاق من أزقتها تحمل لي سرا معينا. ألم تشعري بالندم أنك لم تختر طريقا آخر غير الصحافة؟ أحيانا يراودني هذا الشعور بالندم، خاصة وأن هذه المهنة تعيش فيها الفتاة فترات عصيبة، لكن سرعان ما ينجلي هذا الشعور لدي، لأن حبي لهذه المهنة أقوى. أليس هناك فرق بين الكاتب والصحفي؟ أكيد هناك فرق. فالصحفي يحتكم للواقع ويكتب مواده انطلاقا من هذا الواقع أما الكاتب فيطلق العنان لخياله فبالرغم من انطلاق الكاتب في بعض الأحيان من حدث واقعي إلا أنه لا يستغني عن خياله في بلورة الأحداث هل تفضلين أن يصفك الناس صحافية أم كاتبة؟ انطلاقا مما قلت. طبعا أصنف نفسي صحفية هل أنت منتظمة في أوقات الكتابة؟ بحكم أنني أشتغل في الصحافة الإلكترونية، فلا يمكن أن أكتب المواد التي أنجزها بشكل منتظم، فالصحافة الإلكترونية تتطلب السرعة وأن تكون دائما مستعدا في أي وقت للاشتغال بل يمكن أن تكون قد غادرت المكتب وتوصلت بعد مغادرتك بخبر من مصادرك الخاصة، فيتوجب عليك أن ترسل المادة إلى المؤسسة الإعلامية التي تشتغل فيها. كيف عشت أجواء رمضان خلال الطفولة وبعدها؟ سأختصر هذا الجواب في جملة، في طفولتي كنت أعيش أجواء رمضان رفقة عائلتي بفاس. لكن بعد اشتغالي واستقراري بالرباط أقضي رمضان بعيدة عن العائلة. ماذا تمثل لك هذه الكلمات؟ الحرية: شيء نتنفسه الحب: به نحيا الوطن: يكفي أن يقشعر بدنك حين تسمع هذه الكلمة ما رأيك في هؤلاء؟ المهدي المنجرة: أعطى الكثير وتلقى القليل العروي: العروي دائما ما ألقبه بالمفكر الصامت، فيكفي أني حين أراه ألمس فيه العمق والنضج، إنسان بلغ أعلى مراتب الفكر، ومن الأشخاص الذين أنحني احتراما وإجلالا لهم. الزفزافي: موجة ستمر