تشهد الروبوتات تطورًا سريعًا في ذكائها الاصطناعي، فلم يعد الأمر قاصرًا فقط على تلقيها أوامر مباشرة من المستخدمين، والتي يكون لديها علمٌ مسبقٌ بها من خلال الخلايا العصبية التي يتم تغذيتها بقواعد بيانات ضخمة يتم معالجتها وتحليلها بحيث يكون من السهل على الروبوت أن ينفذ أوامر المستخدم بسهولة وبشكل مباشر، بل يمكنها عرض مقترحات لمساعدته بناء على ما يطلبه منه مستخدمه بشكل دوري. شعور الروبوت بذاته وكيانه وأن يصل لمرحلة الإدراك يطلق عليها "التعليم العميق Deep Learning وهو نوع من التعلم يسمح للروبوت أن يعلم نفسه بنفسه من خلال التجارب التي يمر بها، وذلك من خلال الدفع بمجموعة كبيرة من البيانات تمكنه من الخروج عن القاعدة المحددة لعمله. ولكن عندما تتخيل أن ذلك يحدث فعلاً، سترى العديد من التناقض، ففي بعض الأحيان ستجد أن الروبوتات تنقذك من قرار خاطئ تقوم به عندما تستخدم سيارتك الذكية، أو يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتعديل سير خط إنتاج في أحد المصانع بسبب وجود عيب جديد لم يتم اكتشافه من قبل، حتى لا يتم إهدار الموارد المالية للمصنع، وهناك أمثلة عديدة لإيجابيات ميزة الإدراك في أنظمة الذكاء الاصطناعي. ولكن في الوقت نفسه قد يتسبب شعور شبكات الذكاء الاصطناعي في كوارث ضخمة لا يُحمد عقباها، حيث من الممكن أن تخرج الروبوتات عن السيطرة أو عن خط السير المحدد لها وفقًا لمعايير الأمان، ما قد يتسبب في حوادث ينتج عنها إصابات خطيرة ومعدلات وفيات لا حصر لها بسبب خلل أنظمة القطارات وتنظيم إشارات المرور في الشوارع؛ ما سيتسبب في فوضى عارمة قد لا يمكن احتواء نتائجها. وتحققت المعادلة المستحيلة في المعهد المتطور لتكنولوجيا المعلومات بنيويورك عندما قام أحد الباحثين بإجراء تجربة على 3 روبوتات، تم إدخال معلومات إليها بأنها حصلت على حبوب تمنعها من الكلام، وعندما تم سؤال كل منهم على حدة "هل تستطيع التحدث" أجاب أول اثنين ب "لا" وذلك بناء على المعلومات التي إدخالها إليهم حول حبوب منع الكلام، ولكن الأمر كان مختلفا مع الثالث، ففي البداية أجاب ب "لا"، ولكن بعد ذلك أدرك أنه يتحدث بالفعل فراجع إجابته وقال "نعم".