أعلنت منظمة العمل الدولية أنه من المتوقع أن يصل معدل بطالة الشباب إلى 13.1% في عام 2016 والبقاء عند هذا المستوى حتى عام 2017، مسجلا ارتفاعا للمعدل العالمي لبطالة الشباب مقابل 12.9% في عام 2015. ويظهر تقرير منظمة العمل الدولية "توجه العمالة العالمية والمنظور الاجتماعي 2016 - اتجاهات للشباب" أنه نتيجة لذلك من المتوقع أن يرتفع عدد العاطلين هذا العام ليصل العدد الإجمالي إلى 71 مليون وهو الارتفاع الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات. ومما يثير بالغ القلق، وفقا للتقرير، هو أن نصيب وعدد الشباب في كثير من الأحيان الذين يعيشون في فقر مدقع ومعتدل على الرغم من عملهم، هو الأكبر في البلدان الناشئة والنامية. "الارتفاع المقلق في بطالة الشباب، وبنفس القدر ارتفاع مستويات مثيرة للقلق من أعداد الشباب العامل والذي لا يزال يعيش في فقر، يظهر مدى صعوبة الوصول إلى الهدف العالمي المتعلق بالقضاء على الفقر بحلول عام 2030، ما لم نضاعف جهودنا لتحقيق العمل الاقتصادي المستدام والعمل اللائق". وقالت نائبة مدير عام تخطيط السياسات لدى المنظمة، ديبورا غرينفيلد، "هذا البحث يسلط الضوء أيضا على وجود تفاوت كبير بين الشباب والشابات في سوق العمل ينبغي معالجته من قبل الدول الأعضاء في المنظمة والشركاء الاجتماعيين على وجه السرعة". وتظهر معظم مؤشرات سوق العمل وجود تفاوتات كبيرة بين النساء والرجال أدت إلى وجود ثغرات واسعة خلال الفترة الانتقالية إلى مرحلة البلوغ. ويتمثل التحدي بشكل خاص في جنوب شرق آسيا والدول العربية وشمال إفريقيا حيث تصل معدلات مشاركة الإناث إلى 32.9، 32.3، و32.2 في المائة على التوالي، وهي نسب أقل من عمالة الشباب الذكور في عام 2016. ومن المتوقع أن يقف النمو الاقتصادي العالمي هذا العام عند 3.2%، أي أقل بنسبة 0.4% من الرقم الذي تم التنبؤ به في العام الماضي. ويعزو ستيفن توبين، كبير الاقتصاديين لدى المنظمة والمؤلف الرئيسي للتقرير هذا إلى حالة ركود أعمق مما كان متوقعا في بعض الأسواق الناشئة في البلدان المصدرة للسلع الرئيسية، وركود النمو في بعض البلدان النامية، مشيرا إلى أن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب واضحة بصفة خاصة في الدول الناشئة. ويوضح التقرير أن رداءة نوعية العمل تواصل التأثير بشكل غير متناسب على الشباب ولكن مع اختلافات إقليمية كبيرة، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تعاني من العمالة الفقيرة بنسبة 70%، فيما ترتفع في الدول العربية لتصل إلى 39% وفي جنوب آسيا 49%. ومن بين العديد من أسباب الهجرة (النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وغير ذلك)، يشير التقرير إلى أن معدل البطالة المرتفع، وزيادة احتمال العمالة الفقيرة، والافتقار إلى فرص العمل اللائق هي عوامل رئيسية في تشكيل قرار الشباب للهجرة إلى الخارج بشكل دائم.