انتقلت المعركة بين المغرب والجزائر بخصوص قضية الصحراء المغربية، من مجالس السياسيين إلى منصات الفنانين، حيث اعتبر عدد من الفنانين الجزائريين أن تصريحات الشاب خالد، رضا الطلياني والشاب فضيل فردية وغير مسؤولة ولا تمثل الجزائر، موضحين أن المادة "طغت عليهم" فساروا باتجاه معاكس لسياسة بلدهم وآمنوا بمغربية الصحراء. وتأتي هذه الانتقادات اللاذعة لفناني "الراي"، الذين يحيون أغلب مهرجانات المملكة، بعد أن عبر المغني رضا الطلياني عن افتخاره بالصورة التي التقطها مع العاهل المغربي محمد السادس، فضلا عن الفنان كادير الجابوني الذي كشف عن استعداده للغناء في الصحراء المغربية، إضافة إلى الشاب فوضيل الذي انحنى احتراما وتقديرا أمام صورة عاهل المملكة، مما أثار جدلا كبيرا في الجارة الشرقية. وقبلهم أسقطت وثيقة رسمية، تحمل توقيع العاهل المغربي، الشاب خالد من قيود الأهلية الخاصة بالتجنيس، ومنحته بشكل مباشر الجنسية المغربية، فأصبحت الساحة الفنية لا تخلو من سهرات الشاب خالد الغنائية في كبريات المهرجانات إلى متوسطها، خاصة خلال الصيف، ما جعل ملك الراي ضيفا دائما على المغاربة، دون باقي الفنانين في الجزائر. وقال الفنان الجزائري محمد محبوب، في تصريح لجريدة "الحوار" الجزائرية، إنه يعتبر تصريحات الشاب خالد ورضا الطلياني والشاب فضيل تصرفات فردية، مبرزا أنه رغم ما قاموا به يتلقون دعوات للغناء في أكبر المهرجانات الفنية في الجزائر مقابل مبالغ كبيرة، ف"الوطنية لا تباع ولا تشترى"، على حد تعبيره. فيما اعتبر كمال القالمي، في تصريح للجريدة ذاتها، أن خالد الطلياني وفضيل سيعيشون "مذلولين" طوال حياتهم بسبب إهانتهم للجزائر، مشيرا إلى أن المال أصبح يتحكم فيهم. وعلق على تصريحاتهم قائلا " إياكم وأن تعمي المادة أعينكم..النقود تأتي وتذهب .. ومن يسير على طريق خالد، الطلياني وفضيل سوف يعيش طول عمره مذلولا ..الشاب خالد لا يصلح لشيء إلا للغناء". من جهته رد الممثل الجزائري ياسين بن جملين على تصريحاتهم قائلا "مثل هذه التصريحات سواء كانت من فنانين أو غيرهم فهي غير مقبولة، وغير المشرفة لهم ولعائلاتهم ولبلدهم الجزائر"، مبرزا أن تاريخ الفن في الجزائر سيبقى شاهدا على ما صرحوا به. وكان منظمي المهرجان التاسع لأغنية الراي في وجدة أعلنوا رفع فن "الراي" إلى مرتبة "تراث إنساني لا مادي"، في حين أن حكومة بوتفليقة لم تعر هذا الفن أدنى اهتمام.