اتهمت صحيفة جزائرية المملكة المغربية بخوض "حرب" فريدة من نوعها في السنوات الأخيرة على الجزائر، استخدمت فيها هذا الصيف مغنيا فن الراي "رضا الطلياني" و"كادير الجابوني"، مشيرة إلى أن النظام المغربي يسعى إلى "صناعة رموز جزائرية" تؤيد مغربية الصحراء، ثم تتمكن من "مغالطة" اليونيسكو لقبول الملف الذي تقدمت به وزارة الثقافة المغربية لتصنيف أغنية الراي تراثا إنسانيا لا ماديا. وأضافت صحيفة "الخبر" أن المغاربة يجتهدون منذ سنة 2006 ل"يستحوذوا" على أغنية الراي، مشيدة بمهرجان وجدة الذي غطى على مهرجانات وهران وسيدي بلعباس في الجزائر، وترقى هذا الصيف إلى مهرجان دولي، كما حاز على الرعاية الرسمية للعاهل المغربي. الصحيفة لم تخف غيرتها من توجيه منظمي مهرجان "وجدة" ومهرجانات "السعيدية"، "الدارالبيضاء"، وكذلك مهرجان "موازين" العالمي الدعوات للمغنيين الجزائريين الذين لم يتخلفوا، ولبى أغلبهم الدعوات، "رغم أن كثيرا منهم يعرفون أنهم سيقعون هناك في مصيدة تنتهي بهم بالتصريح أو التلميح بخصوص قضية الصحراء المغربية"، تقول الصحيفة. وانتقدت "الخبر" افتخار المغني "رضا الطلياني" بالصورة التي التقطها مع العاهل المغربي محمد السادس، مضيفة أن "كادير الجابوني" وقع في نفس "فخ" الصحفيين المغاربة في مدينة وجدة على هامش الطبعة العاشرة لمهرجان الراي، عندما سأله أحدهم إن كان مستعدا للغناء في الصحراء المغربية فرد هذا المغني بالإيجاب، ليأتي بعدهما الشاب فوضيل وينحني أمام صورة عاهل المملكة، ليخلف جدلا كبيرا في الجارة الجزائرية. ويدعي المصدر ذاته، أن اهتمام النظام المغربي بفن "الراي" بدأ مع منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما أدركت فرنسا أنها "فشلت" في إدماج الأجيال الثالثة والرابعة للمهاجرين المغاربيين، وقررت توظيف "الراي" للتحكم في الضواحي "المتمردة"، فشرعت في الترويج لجيل جديد من الفرنسيين المتحدرين من أصول جزائرية، بمساعدة من المغرب. ومما يغيظ الجارة الجزائرية وإعلامها، إعلان منظمي المهرجان التاسع لأغنية الراي في وجدة الصيف الماضي، رفع هذا الفن إلى مرتبة "تراث إنساني لا مادي"، في حين أن حكومة بوتفليقة لم تعر هذا الفن أدنى أهمية.