بعد الهجوم الذي شنه محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، في حوار مع جريدة العمق المغربي، على حزب الأصالة والمعاصرة، خرج المصطفى المريزق، القيادي في "البام"، للرد على الساسي معتبرا أنه لم يكن عليه "حشر أنفه في ردود إشهارية مناسباتية لرد الاعتبار لهذا أو ذاك بشكل مجاني لا نعرف الغاية منه". وقال المصطفى المريزق، في تصريح صحفي، توصلت به الجريدة، "قد نكون على حق أحيانا في ما نقوله للناس إذا ما تحدثنا عن أنفسنا، وماذا نقدمه من نضال سياسي واجتماعي في يوم حراكنا. لكن أن نطل من الشرفة على ما يقع لنتموقع، فمغرب اليوم لم يعد يقنعه مثل هذا التعارض بين المعرفة العقلية وبين العلم المادي لمعالجة همومنا وتطلعاتنا فكرية كانت أم اجتماعية". وطرح القيادي في حزب العماري، جملة من الأسئلة على الساسي، متسائلاً: "لماذا هجرت بيتك الاتحادي لتأتي لبيت آخر كنت تسمي أهله بالعدميين والفوضويين، من طلب منك الخروج ومغادرة الاتحاد الاشتراكي؟، من أقنعك بذلك؟، من جالست قبل الالتحاق باليسار الموحد؟"، مردفا أنه "نريد أن تقول لنا الحقيقة حتى لا نساهم في تأخير مواد التاريخ والذاكرة لجيل آخر غير جيل الحراك اليومي الذي لم يعد مقتنعا بخطابات التباهي والتميز". وكان القيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطي، محمد الساسي، قد اعتبر أن حديثه عن شروط الانتخابات الحرة والنزيهة والانتقال الديمقراطي والملكية البرلمانية وتوحيد اليسار، يعني بالضرورة عدم الالتقاء مع حزب الأصالة والمعاصرة. وهاجم الساسي في حوار مصور مع جريدة "العمق المغربي"، حزب الأصالة والمعاصرة، واصفا إياه بأنه مشروع تجديد السلطوية، رغم أنه ظاهريا يبدو كحزب له مكتب سياسي، لكنه يجمع أعيان الأحزاب الإدارية وأعاد تركيب الواقع الذي كنا نعيشه لنقول أنه حزب جديد، حسب قوله. وشدد المصطفى على أن حزب الأصالة والمعاصرة "ليس رأسا مركبا فوق جسد من غير جنسه"، مسترسلا أن البام "قيادة وقواعد، حزب مغربي وكل الفاعلات والفاعلين في صفوفه مغاربة ينتمون إلى نفس الوطن الذي تنتمي إليه، وأي ضحك على تركيبته يعني الضحك على طلبة قدمتم لهم دروس في القانون ولم تؤثروا فيهم، وعلى نساء لم تقنعهم أفكاركم التحررية، وعلى نخب يسارية كنتم لا تفارقونها ليلا ونهارا، وفجأة هاجرتكم من دون أن نعرف السبب، وعلى أعيان لم تستطع طروحاتك الإيديولوجية أن تألب ضدها سكان المدن والبوادي لتنحيها من ممارستها للسياسية. باختصار أنتم لاتضحكون على البام، أنتم تضحكون على أنفسكم وعلى واقعكم المهزوم". وبخصوص موقف حزب الأصالة والمعاصرة من الملكية البرلمانية، اعتبر المصطفى المريزق، أن للحزب ولنخبه موقف من الملكية البرلمانية، "ذلك الموقف الذي لم يعد يخيف أي كان"، مخاطبا الساسي بالقول: "تذكر حين كنتم تسألوننا وترهبوننا في حلقيات النقاش، في مجالسكم عن موقفنا آنذاك من الصحراء، أنتم تعيدون نفس السيناريو من موقع آخر وتطرحون سقفكم وكأنكم تمتلكون الحقيقة، نريد منكم معرفة عقلية بفكر واعي، يتولد عنه أشكال الحياة الاجتماعية للشعب المغربي". وذكر أن "البام" لا يبتر الحداثة من سيرورتها، ولا يتحايل على الديمقراطية الاجتماعي، مؤكداً أن حزب الأصالة والمعاصرة طرح مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ويناضل من أجل تحقيقه، ويؤمن بأن المصالح المتعارضة، هي التي ستحسم الصراع الاجتماعي والسياسي، وليس خرجاتكم المدفوعة. وتابع المريزق هجومه على الساسي بالقول: "نعم نحن ضد السلفية بكل أجنحتها وفصولها وأصولها، ونؤمن بالطبقات الاجتماعية ذات مصالح مادية مختلفة، كما ندعو لوحدة المجتمع داخل وطن واحد يشد بعضها البعض كالبنيان المرصوص. نحن نريد اجتهادك التقدمي اليساري في مجال الفوارق الاجتماعية والطبقية كنتاج مادي لتطور نمطنا القبلي إلى ما هو عليه الآن من بنيات اجتماعية وعلاقتها داخل المجتمع". وختم عضو المكتب السياسي لحزب "الجرار" تصريحه قائلاً لمحمد الساسي القيادي في الحزب الإشتراكي الموحد: "خلاصة القول، أنتظر منكم جوابان: ماهي الملكية البرلمانية التي تحلمون بها؟، وماهي قوتكم الفكرية والسياسية والتنظيمية الكفيلة بتحقيقها؟، ثم، لماذا قبلتم المشاركة السياسية إلى جانب أحزاب لا تعترفون بها ولا تؤمنون بالاختلاف معه؟، ولماذا تقبلون بالمشاركة الانتخابية في ظل ملكية غير برلمانية؟، أنتظر جوابكم، وإلى ذلك الحين نقول لكم قادرون وقادمون". يُذكر أن القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، اعتبر في حواره مع "العمق المغربي"، أن حزب العماري يقولون أنهم "مع الحريات الفردية والمهرجانات وضد الأصولية، لكنهم لن يقولوا أنهم مع الملكية البرلمانية"، وفق تعبيره. وأشار أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن الحداثة التي يتبناها الأصالة والمعاصرة هي حداثة مبتورة، "فلا توجد حداثة بدون ملكية برلمانية". وبخصوص إمكانية تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي مع الأصالة والمعاصرة، اعتبر الساسي أنهما على طرفي نقيض، قاطعا بذلك أي حديث عن تحالف بينهما.