1. مهرجان موازين بنظرةٍ أصوليّة* (الشرط، والسبب) إن المتأمل في هذا المهرجان يلاحظُ أن عدد الحضور، قد يساوي أو يقرُب من عدد الذّاهبين إلى حج بيت الله الحرام (3 ملايين تقريباً)، وإذا كان هذا عدد الحضور فما بالك بعدد المشاهدين على القنوات ؟؟ وبالتالي نستطيع أن نقول: إن وجود الجمهور - سواءً أكان حاضراً أو مشاهداً - شرطٌ لصحّةِ هذا المهرجانِ، والشرط يلزم من عدمه العدم (أي يلزم من عدم وجود الجمهور عدم وجود المهرجانِ)، ولا يلزم من وجوده وجودٌ ولا عدمٌ لذاته (أي لا يلزم من وجودِ الجمهورِ وجود المهرجان أو عدمه). للأسف، إن أغلب النظرات النقديّة التي توجه إلىهذا المهرجانِ توجّهُ إلى السبب، ولا توجهُ إلى الشرط، وإن كنا لا ننكر أن للسبب النصيبَ الأكبر والحظ الأوفر، إذ السبب يلزم من وجودهِ الوجودُ (أي وجودُ المساهمينَ والمسؤولينَ يلزمُ منهُ وجودُ المهرجانِ) ويلزم من عدمهِ العدمِ (أي يلزم من عدمِ وجودِ المساهمينَ والمسؤولينَ عدمُ وجودُ المهرجانِ). إن كلاًّ من السببِ والشرطِ يتوقفُ وجود الشيء عنهما، وبالتالي: فإن المشاهدين والمتفرجينَ بدرجةٍ واحدٍ مع المسؤولينَ، ولا ينبغي غضُّ الطرفِ عن أيِّ أحدٍ منهمَا. 2. موازين بنظرةٍ مقاصدية:(التأصيل النظري، والتنزيل العملي) إنَّ الدارسَ لعلم المقاصدِ يعلمُ أن مقاصدَ الشريعةِ - باعتبارِ المصالح التي جاءت بتقريرها وحفظها - على مستوياتٍ ثلاث : ضرورية، وحاجيّة، وتحسينية، والضرورية منها تتجلى في حفظِ أمورٍ خمسة، حفظِ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. ولا شكَّ أن التأثيرَ في الضروريّ يلزمُ عنهُ التأثيرُ في كلٍّ من الحاجيِّ والتحسينيِّ، لأن التحسينيَّ يُكمِّل الحاجيَّ، والحاجيّ يُكَملُ الضروريّ. وبالانتقال إلى وضع مهرجانِ موزاينَ تحتَ مجهر علمِ المقاصد، نجدهُ يؤثر في أعلى مستوىً من مستوياتِ مقاصدِ الشريعة (الضروري)، إذْ أنَّ تنظيمهُ وتأسيسه، - وكذا حضوره أو مشاهدتهُ - فيهِ مفسدةٌ للدّينِ، والعقلِ والمالِ. فبهِ فسادُ الدين وعدم حفظه؛ لما فيه من نشر الرذيلة والفاحشة بينَ أفراد المجتمع الإسلامي على اختلاف مستوياتهم، كباراً وصغاراً وبه فسادُ العقلِ وعدم حفظه؛ لأن العقلَ عندما يرى تلكَ المشاهدَ الخليعةَ، سيفقِد فيما بعدُ -تدريجيا- قدرتهُ على التمييز، بين الحسن والقبيح، ناهيكَ عمّا لهذا المهرجان من تأثيرٍ على الوعي واللاوعي، وبذلك فإنه يؤسس إلى ما يسمى بالعقلٍ الجماهيري، أو العقل المتحكم فيه. (Control Mind). وبه فسادُ المال وعدم حفظه؛ لما فيه من الإسرافِ والتبذير على أفعال وسلوكاتِ بعيدةٍ كلَّ البُعدِ عن الدّين وعن كل القيَم الأخلاقية. إن خطورةَ موازين، تتجلى في كونها تُساهم في عدم حفظ ضرورياتِ الشريعة (لاسيما الدين، والعقل، والمال)، وعَدم حفظ واحدةٍ من هذه الثلاثِ يترتب عنهُ مفسدةٌ عظيمة، وأضرارٌ جسيمة، فكيفَ إذا فسدت الثلاثة كلها ؟ *نسبة إلى علم أصول الفقه.