في سابقة من نوعها، اقتحمت عناصر الأمن قاعة المؤتمرات "زينيت" بحي الرياضبالرباط، صباح اليوم الأحد، لمنع عقد المؤتمر الإستثنائي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التابعة لحزب الاستقلال. المؤتمر الذي انعقد في ظل حصار أمني لقاعة "زينيت"، عرف مشادات بين أعضاء النقابة وأفراد الأمن الذين اقتحموا المنصة وحاولوا إنزال من عليها، غير أن الأمين العام لحزب الاستقلال تشبت بالبقاء في المنصة وطالب من الجميع عدم الخروج من القاعة، وسط هتافات أنصاره تدين الاقتحام الأمني. المؤتمرون حاولوا منع قوات الأمن من الوصول إلى شباط على المنصة، مرددين هتافات من قبيل: "يا شباط ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، "بالروح بالدم.. نفديك يا شباط"، "هذا عيب هذا عار.. النقابة تحاصر.. والمغرب في خطر". وبمجرد اقتحام أفراد الأمن للمنصة، صاح شباط بالقول: "الله أكبر.. الله أكبر"، طالبا من كل أعضاء النقابة عدم مغادرة القاعة، قائلا: "نموت ونظل في هذه القاعة، ورغم قطع الكهرباء، أقسم بالله سنموت شهداء من أجل النقابة ومن أجل الحزب"، معتبرا أن ما حدث اليوم "لم نعشه حتى مع أوفقير"، وفق تعبيره. الأمين العام لحزب الاستقلال، حمل وزارة الداخلية مسؤولية أي وفايات محتملة قد تقع في هذا التدخل الأمني، قائلا في كلمته أثناء الاقتحام الأمني: "إذا كان شي موت لا قدر الله، فهي على يد الأجهزة الأمنية ديال المغرب، والذي يتحكم في الأحزب والنقابات هي الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية". واتهم شباط وزارة لفتيت بالمسؤولية المباشرة عن احتمال وفاته وأبنائه، حيث قال: "إذا متنا حنا أو وليداتنا، فالأجهزة القمعية وراء ذلك، وأتهمها مباشرة وأنا أعي ما أقول"، مردفا بالقول: "نحن ملكيون ولسنا قمعيون، عاش الملك.. عاش الملك". شباط الذي كان يتحدث في ظل تدافع كبير من حوله، أكد أن المؤتمر سينتخب هياكله ولا يمكن الهجوم عليه، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال "لا يمكنه أن يدخل في جوقة ضد إرادة ومطالب الشعب المغربي، ولهذا موقفنا كان واضحا بعدم المشاركة مع الأحزاب الإدارية في انقلاب 8 و9 أكتوبر المنصرم، ورفضنا ذلك"، على حد قوله. عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، قال إنه "رغم كل محاولات نسف المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فإن المؤتمر وفي ظل الحصار الأمني نجح في المصادقة بالإجماع على المكتب التنفيذي الجديد وعلى وثائق المؤتمر، وقد تم تفويض المكتب التنفيذي انتخاب الكاتب العام". التدخل الأمني لمنع انعقاد المؤتمر الاستثنائي لنقابة الاستقلال، جاء بعد حكم قضائي استعجالي يوم الجمعة الماضي، يقضي بمنع انعقاد المؤتمر في سلا، بناء على دعوى استعجالية رفعها النعم ميارة، الذي تم انتخابه كاتبا وطنيا للاتحاد في مؤتمر اعتبره أنصار شباط بأنه غير شرعي. وكان بلاغ صادر عن الاتحاد العام للشغالين، قد أوضح أن "ما يُروج له وجود حكم قضائي يقضي بإيقاف أشغال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب المنعقد بتاريخ 21 ماي 2017، أنه حكم يتعلق بإيقاف أشغال المؤتمر بقاعة البوعزاوي بسلا فقط". وأشار البلاغ، الذي توصلت به جريدة "العمق"، أمس السبت، أن الحكم القضائي المذكور "لا يرتب عنه أي أثر على انعقاد المؤتمر المدعو له لكونه سيعقد بالرباط"، مشيرا إلى أن النعم ميارة وسلامة العروسي والسيبة سبق وتقدموا بنفس الدعوة ولنفس الأسباب أمام محكمة الرباط غير أنها رفضت دعوتهما، وهو ما يعني أن المؤتمر سينعقد بالنفوذ الترابي لجماعة الرباط. وأبرزت النقابة ضمن بلاغها أنه بعد رفض محكمة الرباط لدعوى ميارة والعروسي والسيبة في الملفين 632 و633، فإنه تقرر انعقاد أشغال المؤتمر الاستثنائي بقاعة زينيت في حي الرياض عوض قاعة البوعزاوي بسلا التي شملها حكم محكمة بسلا، مشيرة إلى أن "قاعة زينيت لا يشملها أي حكم من هذا القبيل مما يجعل مؤتمر الشرعية قانونيا بقوة القانون".