هاجمت نقابة مهنيو الإعلام السمعي البصري، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، إدارة القناة الأمازيغية، معتبرة أنها "انحرفت" عن الهدف الذي أسست من أجله، متهمة إياها بإنتاج برامج "رديئة وغير مهنية"، وبالتعامل مع شركات إنتاج بعينها وإقصاء أخرى، مشيرة إلى أن الصفقات التي تهم عددا من برامج شركات الإنتاج "يلفها الغموض"، في حين لم تصدر إدارة القناة بعد أي توضيح بخصوص هذه الاتهامات. وأوضحت النقابة في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن القناة الأمازيغية تعيش منذ انطلاقها سنة 2010 إلى الآن، وبشكل تدريجي، "أوضاعا مزرية على كل المستويات"، مشيرة إلى أنها "ورغم كل المبادرات النقابية والجمعوية التي نبهت إلى الوضعية المتردية والاختلالات التدبيرية التي تتخبط فيها القناة، لم يحرك مدير القناة ولا رؤساؤه ساكنا، بل تمادوا في إفشال هذا المشروع الإعلامي الذي كان مطلبا شعبيا، وأملا لدى المشاهد الأمازيغي والمغربي عموما، في تجسيد خدمة عمومية في مستوى التطلعات". واعتبر البلاغ أن القناة تحولت إلى مشروع "تغيب فيه المهنية والكفاءة في التدبير لتحل محلها العشوائية والارتجالية والمحسوبية والزبونية، مما أدى إلى انحراف القناة عن الهدف الذي أسست من أجله، وتدني جودة ما يبث"، متهمة إدارة الشركة ومدير قناة "تمازيغت" ب"التملص من وعود سابقة تتعلق بتسوية وضعية المتعاونين الذين ساهموا في بناء القناة، والتحايل على ترشيحاتهم لاجتياز مختلف مباريات التشغيل التي تنظمها الشركة". وأشارت نقابة مخاريق، أن الشركة غيبت المقاربة التشاركية مع النقابات والمستخدمين في اتخاذ القرارات، معتبرة أن هناك غموضا في الصفقات التي تهم عددا من برامج شركات الإنتاج والإنتاج المشترك، مع تدني مستوى هذه البرامج شكلا ومضمونا، ما يؤكد أن المعايير المعتمدة لا يمكن أن تتعلق بالجودة والمهنية، حسب البلاغ ذاته. واتهمت النقابة المذكورة، إدارة القناة بالتعامل مع نفس شركات الإنتاج ونفس الأشخاص، وإقصاء شركات أخرى، لافتة إلى أن إسناد مهمة ترجمة ودبلجة بعض الأفلام والمسلسلات إلى شركة معينة، يلفها الغموض، كما أشارت إلى أن البرمجة في القناة هي "برمجة رديئة ولا مهنية"، مع تشابه في البرامج وعدم وضوح ودقة العديد من التصورات المتعلقة بها. وبخصوص ظروف العمل، أوضح البلاغ أن القناة تتوفر على إمكانيات لوجستيكية مهترئة تعرقل قيام المستخدمين بمهامهم المنوطة بهم، واصفة بلاطو الأخبار ب"المهين"، مشيرة إلى أن هناك غيابا للصيانة المتواصلة للآليات اللوجستيكية، وشبه غياب للتواصل بين المدير والمستخدمين، وتملصه من تحقيق مطالبهم المشروعة، مع نقص حاد في الموارد البشرية، وتوزيع عشوائي ومزاجي للموارد الموجودة، يضيف البلاغ. وكشف البلاغ أن بعض المصورين يزاولون في نفس الوقت مهمة السياقة دون تلقي تعويض عن ذلك، لافتا إلى أنه "بسبب عدم قيام الإدارة بمهامها وتدبيرها العشوائي، تم إقصاء القناة من تغطية العديد من الأحداث الوطنية والدولية، آخرها، الإقصاء من ولوج المنطقة الزرقاء بكوب 22 بمراكش". وتابعت النقابة ذاتها بالقول: "هناك تواصل ضعيف جدا مع القنوات الأخرى للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مما يعرقل تبادل الأخبار والمواد الإعلامية، والتنسيق في تغطية مختلف الأحداث، مع غياب استراتيجية للتكوين والتكوين المستمر للمستخدمين، خصوصا في مهن الإعلام واللغة والثقافة الأمازيغيتين". ودعت نقابة مهنيي الإعلام السمعي البصري الرئيس المدير العام، للتدخل ل"حل المشاكل والاختلالات العميقة التي تتخبط فيها قناة تمازيغت"، مطالبة العاملين في القناة ب"الانخراط في كل الأشكال النضالية التي تعرفها الشركة"، وختمت النقابة بلاغها بالقول: "نجدد تضامننا مع الزميل أمين الحميدي المتابع في ملف مفبرك لا علاقة له بمزاولته لمهامه داخل الشركة، ونؤكد استمرار انخراط نقابتنا في تنسيقية النقابات بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من أجل المساهمة في رفع الظلم والاستبداد عن العاملين وتحقيق مطالبهم المادية والمعنوية".