وجه لاجئون سوريون عالقون على الحدود المغربية الجزائرية، نداء استغاثة للسلطات بالمغرب والجزائر، من أجل إسعاف الحالات الصحية الحرجة، وإرسال طبيب لمعرفة مدى خطورة الوضع الصحي لأحد السوريين الذين فقدوا الوعي هذا اليوم. وأوضح بسام رعد أبو زهير، أحد السوريين العالقين على الحدود، في اتصال لجريدة "العمق"، أن مُسنا يبلغ من العمر 65 عاما، فقد وعيه هذا اليوم بعدما سقط على الأرض، مشيرا إلى أن الأهالي يتخوفون من تعرضه لجلطة دماغية حيث لا زال ملقى على الأرض، مناشدا أفراد الجيش المغربي بالتدخل لإنقاذ حياة الشخص المذكور. وأضاف أبو زهير أنه أيضا يعاني من أزمة قلبية بعدما نفذت الأدوية التي يستعملها بخصوص وضعه الصحي، موجها نداء عاجلا إلى الملك محمد السادس بالتدخل لإنقاذهم من مصير مجهول يهدد حياتهم، واصفا وضعهم الحالي بأنه "إجرام في حق الإنسانية"، وذلك بعد مرور شهر على تواجدهم في المنطقة. وتابع المتحدث قوله: "نعيش حالة صعبة جدا بسبب أشعة الشمس الحارة وغياب المياه والطعام، وتسلط الأفاعي والعقارب على مكان تواجدنا"، مناشدا المنظمات والهيئات الطبية بالتدخل لإمداد يد المساعدة للمتضررين صحيا. ولا زالت سلطات البلدين تصر على رفض دخول السوريين العالقين على الحدود إلى أراضيهما، في وقت ناشدت فيه عدة منظمات حقوقية مغربية وأجنبية، حكومتي البلدين إلى إيجاد حل سريع وعاجل لهذا الملف بعيدا عن الحسابات السياسية. وتعيش العائلات السورية في خيم مهترئة من الأقشمة والبطانيات، تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، ويغطي غبار الصحراء وجوههم وأجسادهم، ناهيك عن انتشار الأفاعي والعقارب في المكان، وهو ما يعرض حياهم للخطر، في حين يجد العالقون صعوبة كبيرة في الحصول على الماء والطعام في ظل منع الجيشين المغربي والجزائري أي شخص من الاقتراب من المنطقة لمساعدتهم. إلى ذلك، وجه النائب البرلماني عن الحزب الإشتراكي الموحد، عمر بلافريج، مراسلة إلى وزير الداخلية حول منع السلطات المحلية ببوعرفة للقافلة التضامنية مع العالقين التي كان التنسيق المحلي لدعم السوريين العالقين على الحدود، يعتزم تنظيمها أول أمس الأحد. وأوضح البرلماني في مراسلته، اليوم الثلاثاء، أن الدولة المغربية كانت مطالبة بأن تعطي المثال بمراعاتها للوضعية الإنسانية لهؤلاء السوريين والمبادرة إلى وضع حد لمعاناتهم، بدل تضخم الهاجس الأمني والمبادرة إلى منع التضامن معهم، وفق تعبيره. وطالبت عدد من العائلات العالقة في تسجيلات صوتية توصلت جريدة "العمق" بعدد منها، بإنقاذها من الوضع المأساوي على الحدود، حيث اشتكت طفلة سورية من حرارة مفرطة في النهار وأجواء باردة ليلا، قائلة في هذا الصدد: "لا نستطيع النوم خوفاً من الأفاعي والعقارب، والجزائر لا تسمح بعودتنا والمغرب لا يسمح بدخولنا". وأضافت الطفلة في تسجيل آخر لها بالقول: "جلالة الملك محمد السادس، أرجوك أنقذنا، يا أحرار العالم أنقذونا عنموت في الصحراء"، فيما ناشدت سيدة أخرى السلطات المغربية السماح لهم بالدخول، قائلة: "هربنا من القتل والدمار والحرب وجئنا عندكم يا إخواننا، لا نريد منكم شيئا إلا أن تنقذونا من الصحراء، نحن لسنا كفار ولا يهود نحن إخوانكم مسلمون لاجئون عندكم، لم نعد نملك صبرا على هذه الحالة ونحن على أبواب رمضان". وكان المغرب قد أعلن عن موقفه الرافض لاستقبال اللاجئين السوريين العالقين في الحدود مع الجزائر، رغم المناشدات التي وجهتها منظمات حقوقية وطنية ودولية إلى الملك والحكومة من أجل التدخل لحل الموضوع، حيث فجر الملف أزمة ديبلوماسية بين المغرب والجزائر، وصلت إلى درجة استدعاء سفيري البلدين، وذلك بعدما اتهم المغرب الجزائر ب"إغراقه" عمدا باللاجئين السوريين دون مراعاة لمعاناتهم، في حين رفضت الجزائر تلك الاتهامات معتبرة أن الرباط تصفي حسابات سياسية.