وجه السوريون العالقون في الحدود المغربية الجزائرية نداء إلى الملك محمد السادس، للتدخل وإنقاذهم من الوضع الذي هم عليه حاليا، وقال لاجئ في عقده السادس يدعى أبو إياد ضمن المجموعة التي تتكون من 41 سوريا، إنه مضى على تواجدهم بهذه المنطقة إلى غاية أول أمس شهر وستة أيام. "اليوم الأحد 21 ماي، مضى على تواجدنا في هذه الصحراء شهر وستة أيام بين الأفاعي والعقارب"، يقول أبو إياد، قبل أن يوجه كاميرا هاتفه التي وثق بها الوضع إلى الخيام البسيطة التي نصبها هؤلاء اللاجئون على الحدود علها تقيهم قساوة الظروف المناخية في هذه المنطقة. أبو إياد لم ينس فضل أهل مدينة فكيك الذين يزودونهم بالطعام والماء رغم الصعوبات التي تعترض هذه العملية، "أريد أن أشكر أهل فكيك وبوعرفة على تضامنهم ومساعدتهم لنا نيابة عن 41 سوريا، ونشكر كل الشعب المغربي، وأناشد جلالة الملك أن يعطف على أطفالنا وينقذهم من عراء الصحراء". وفي السياق نفسه، خرج عدد من المحتجين بمدينة بوعرفة في وقفة احتجاجية تضامنا مع اللاجئين العالقين في الحدود، حيث رفع المحتجون في الوقفة التي دعت إليها التنسيقية المحلية لدعم السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، شعارات منددة باستمرار وضعهم، ومطالبين في نفس الوقت بوقف معاناتهم. وفي هذا السياق، قال محمود حداد، الفاعل المدني بمدينة بوعرفة، إن تحركاتهم تلامس الجانب الإنساني في الموضوع، وأكد نفس المتحدث في اتصال هاتفي، بأن هناك صعوبات في وصول المساعدات إلى اللاجئين، وبالخصوص الماء. وأضاف نفس المتحدث أنه كناشط مدني، يتفهم التخوفات الأمنية بالنسبة للسلطات المغربية، ومتفق مع الإجراءات التي تفرضها السلطات على الحدود، غير أنه يرى بأنه يجب السماح لهؤلاء اللاجئين العالقين بالدخول ومن ثم تشديد المراقبة على الحدود، على اعتبار أن وضعهم في هذه المنطقة أصبح مزريا، لاسيما وسط نقص المواد الغذائية والماء، وخصوصا أن بينهم أطفال وامرأة حامل في شهرها الثامن. وعلاقة دائما بظروف عيش السوريين على الحدود، فليست الأفاعي فقط ما يرعب اللاجئين في هذه البيئة الصحراوية القاسية، إذ إنها المرة الثانية التي تضربهم فيها رياح قوية محملة بغبار كثيف، كادت أن تقتلع كل خيامهم المتواضعة، التي نصبوها لتقيهم القليل من قساوة الطبيعة، بل إن الرياح القوية، التي هبت عليهم أول أمس، ألحقت بخيامهم أضرارا كثيرة، وزرعت بينهم الخوف الشديد، خصوصا في صفوف الأطفال الصغار.