بعد أشهر من التحاق أعضاء من حزب العدالة والتنمية بصفوف الأصالة والمعاصرة، خصص المكتب المركزي لهذا الأخير، استقبالا للملتحقين، صباح اليوم الجمعة بالرباط، والذين أجمعوا على أن انخراطهم مع "البام"، جاء نظرا لكونه حزبا منفتحا على الجميع، يحترم مساطره، وحزب "نقي عكس ما يقال عنه بأنه فاسد". وقال محمد لقماني، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، إن الندوة جاءت بناء على طلب ملح من هؤلاء الأعضاء السابقين بحزب "البيجيدي" كي يبسطوا الأسباب التي دفعتهم لذلك، مضيفا أنه "لا يهمنا انسحاب هؤلاء من البيجيدي بقدر ما يهمنا أسباب الالتحاق ومدى اقتناعهم بمشروع البام، وعدد الملتحقين هم من مراكش ومكناس وفاس". وفي هذا الإطار اعتبر عبد الملك المنصوري، وهو طبيب جراح بمستشفى ابن سينا وعضو سابق بحزب "البيجيدي"، أنه تشبت بالمجيء لحزب البام، وانخراطه أتى بعد تأمل وتفكير عميقين، لأن "البام" حزب مغربي كباقي الأحزاب المغرببة، وليس فوق الأحزاب أو أقل منهم، وليس حزبا كما تعطى له صورة حزب التحكم والاستبداد، حسب قوله. وأضاف المنصوري، أنه "وبعد قراءة القانون الأساسي، اكتشفنا أنه حزب أسس بناء على المقتضيات القانونية للبلاد، وينطلق انطلاقا من ثوابت الدولة العامة، وهي الإديولوجية الثلاثية، التي تتمثل في الدين الإسلامي والملكية الدستورية والوحدة الترابية". وأوضح المتحدث ذاته، أن "الانخراط جاء أيضا، لأن البام حزب له كفاءات وأناس يريدون الإصلاح والازدهار والتقدم، وله مشروع مجتمعي وهو حزب منفتح على الجميع" حسب قوله. وبالمقابل، صرح المحجوب الفحيلي، عن الفضاء المغربي للمهنيين بمراكش، وأحد الملتحقين، أنه "عاش تهميشا من طرف الحزب وكنا نشتغل كفريق وداعمين للحزب في مراكش على مستوى الجهة والإقليم، وكنا نتعرض للمضايقات". وأضاف أن "الحزب له مساطر لكنه لا يحترم الديمقراطية الداخلية، والأصالة والمعاصرة فتحت أبوابها في وجهنا" حسب تعبيره. سعيد اليشري عن الكتابة المحلية بمراكش، أوضح أن سبب التحاقه بحزب المصباح في البدء، جاء لإعجابه بتنظيمه وهيآته، "لكن عندما انخرطنا في الهياكل التنظيمية للحزب خاصة محليات مراكش، قلنا إننا سنخدم وطننا من خلال خدمة منطقتنا، لكن فوجئنا بمجموعة من ممارسات الإقليم، بحيث أن هناك مجموعة تسيطر على الحزب في جهة مراكش أسفي، وهي النقطة التي دفعتنا للانسحاب، والتي تتمثل في عدم احترام المساطر". على حد تعبيره. وأشار المتحدث ذاته، إلى أنهم "انسحبوا بهدوء حتى لا يتم التشويش على اللوائح، وبدأنا نفكر لمدة سنة، وارتأينا القدوم للبام للاشتغال داخل هياكله وسنظل داخل الحزب مادام يحترم هيئاته ومنخرطيه ومساطره" وفق تعبيره. بدوره، قال خالد زبيدة، وهو عضو سابق في شييبة العدالة بمراكش، أن الجميع "اشتغل مع البيجيدي بمجهوده، لكن كل برلماني يشتغل بمصلحته لا للصالح العام، فالأهداف الشخصية تسيطر عليهم، وجئنا للبام، فوجدنا ترحاب لم نجده عند برلمانيي حزب البيجيدي، وكل ما يحكى على البام بالفساد لم نجده بل وجدنا حزب نقي". من جهته، قال محمد السلاوني، الكاتب الجهوي السابق لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس، والذي التحق مؤخرا بحزب الأصالة والمعاصرة، إن هذا التحول جاء نتيجة مسلسل من الزيف الداخلي والإقصاءات وسيطرت أصحاب المصالح داخل حزب المصباح. وكان السلاوني، قد قدم استقالته من حزب العدالة والتنمية، ومن رئاسة مقاطعة فاس سايس، إثر اتهامه باختلالات في التسيير، قبل أن يتراجع عن استقالته، إلا أن الأمانة العامة للحزب قبلت استقاله قبل تراجعه، رافضة عودته للحزب، مشيرة إلى أن الحزب كشف مجموعة من الاختلالات على الشخص المذكور.